تشهد الإمارات العربية المتحدة اليوم حدثاً تاريخياً مهماً يتمثل في انتخاب أعضاء المجلس الوطني الاتحادي. إنها لمسؤولية وطنية أن يتوجه كل من كان اسمه مدرجاً في قائمة الانتخابات إلى مراكز الاقتراع اليوم لاختيار من يمثله في المجلس الوطني. وكي لا يكون من تختاره لعضوية المجلس مجرد "بشت" يتزين به مجلسنا أو عباية تكتحل بها العيون، فإنني أضع بين يديكم الكريمة قائمة من القواعد تساعد من كان في حيرة من أمره في اختيار مرشحه لأن العدد كبير، والإختيار ليس يسيراً بين هؤلاء المرشحين الذين تفننوا في اختيار الدعاية الإعلامية المناسبة لهم، وقد تعبوا في تنسيق خططهم وبرامجهم الانتخابية التي قد يستغرب منها البعض، فخلال أقل من شهر كان لدى بعض المرشحين مشاريع تعجز الأمم عن تنفيذها، لذلك وجب على الناخبين اليوم الانتباه لهذه القواعد. أولها جمد عاطفتك، فأنت لا تختار رفيق درب، أو زميل عمل أنت تختار إنساناً سيسهم في صناعة القرار وبناء مستقبل الأوطان، فالبعد عن العاطفة دليل على عقلك، فلا تنتخب لعصبية قبلية أو طائفية، ولا تنتخب لأن البعض أخجلك لكثرة تواصله وواسطته، ولا تنتخب من أثرت فيك صورته أو برنامجه المكتوب. ثم نقب في تاريخه، فمن لم تكن له بداية محرقة لن تكون له نهاية مشرقة، وتاريخ الإنسان مؤشر واضح على مستقبله في أغلب الأحيان. ابحث عن العقلاء، فمثل المجلس الوطني لا يصح أن يكون فيه من لا يفقه من الدنيا أمراً، فمن لا يستطيع أن يطور نفسه كيف يحلق بوطنه إلى أعلى المستويات. ومن تمام العقل كذلك العمر فأبحاث الدماغ أثبتت أن دماغ الإنسان في تطور منذ لحظة ولادته ويكمل هذا النمو في مشارف الأربعين من العمر. المجلس الوطني بحاجة إلى أناس عقلاء صقلتهم التجربة وصنعتهم المعرفة، ومن علامات العقل المطلوبة قدرة الإنسان على الحوار والمناقشة العقلية. ولعل أجهزة الإعلام في الانتخابات المقلبة تُجري مناظرات على الهواء بين المرشحين عن كل إمارة كي يتسنى للناس معرفة عقل من ينتخب. وعندما تطلع على البرامج الانتخابية المكتوبة، وعندما تسمع إلى المرشح وهو يعبر عن رأيه في عبارات مطاطية حول الهوية الوطنية والانتماء وإصلاح التعليم وغيرها، فأنت تختبر عقله، ولعلك تقول عن بعضهم، ليته بقي صامتاً. ما سبق نصائح لمن كان له نصيب في المشاركة الوطنية في انتخاب مجلسنا الوطني، ومع نهاية اليوم سنقول للبعض كان لك شرف الترشح للمجلس الوطني حتى ولو لم تنتخب، أما من سيفوز فنقول له لقد وعدتنا بأمور أعانك الله على تحقيقها.