تغيرات راديكالية في الشرق الأوسط...ودعوة لمساعدة باكستان على كارثة الفيضان أصداء "الفيتو" المرتقب ضد عضوية كاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وبعض الملاحظات على الدور التركي في الشرق الأوسط، ومخاوف من استمرار الانخراط العسكري الأميركي في العراق، ودعوة لمساعدة باكستان في التصدي لكارثة الفيضان...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. الدولة الفلسطينية في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان "يتعين على أوباما إظهار قيادته عند التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة"، استبقت "دالاس مورنينج نيوز" إفصاح أوباما عن رفضه المطلب الفلسطيني الخاص بالعضوية الدائمة في الأمم المتحدة ، قائلة إن القادة الفلسطينيين ملوا من مفاوضات السلام، والافتقار إلى تحقيق تقدم في هذه المفاوضات دفعهم إلى نقطة اليأس. في المقابل يشعر القادة الإسرائيليون أنهم لن يربحوا شيئاً إذا قدموا تنازلات لخصم له معهم تاريخ طويل من العنف. الصحيفة تقول إن كلا الطرفين على صواب وفي الوقت نفسه على خطأ. المعضلة تتفاعل هذا الأسبوع عندما يطرح الفلسطينيون في الأمم المتحدة مطلبهم الخاص بالعضوية، علماً بأن إدارة أوباما تخطط لاستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن ضد أي خطوة للاعتراف بعضوية كاملة لفلسطين. الفلسطينيون يقولون إنهم سيلجؤون إلى الجمعية العامة التي يرون أنهم سيضمنون فيها الأغلبية لنيل عضوية أممية بصفة مراقب. الصحيفة تنوه إلى تغيرات راديكالية شهدتها منطقة الشرق الأوسط، تجعل المشهد الفلسطيني- الإسرائيلي أكثر توتراً، فثمة توتر بين مصر وإسرائيل، أدى إلى اشتباكات على الحدود وهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وحتى تركيا باتت في الصف المعادي لإسرائيل. وحسب الصحيفة، فإن التهديد بحرمان الفلسطينيين من عوائد الضرائب التي تجبيها إسرائيل، والتهديد الأميركي بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، لن يردعا الساسة الفلسطينيين، الذين وجدوا أن ليس أمامهم ما يخسرونه، وهذا مشهد سيستغله المتطرفون من كلا الجانبين. إن إهمال واشنطن ساعد على استفحال التوترات الفلسطينية- الإسرائيلية، صحيح أن هناك قضايا دولية وداخلية يمكن وضعها على "الموقد الخلفي"، لكن لا يجب تجاهل الأمر طالما أنه يتعلق بمواجهة داخل أروقة الأمم المتحدة. وبغض النظر عن الصفة التي سيحصل عليها الفلسطينيون في المنظمة الدولية، فإنه لا يزال يتعين عليهم التفاوض مع إسرائيل، لأنه لا التأزيم السياسي أو العمل العسكري خيار قابل للتطبيق في هذه الحالة. وحسب الصحيفة لن تربح واشنطن شيئاً إذا استخدمت "الفيتو" في مجلس الأمن ضد الدولة الفلسطينية، في حين أن الجمعية العامة ستوافق على هذا المطلب، وبدلاً من ذلك يتعين على الولايات المتحدة تشجيع جميع الأطراف على وقف دوامة التصعيد التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن. وكي يتم وقف التصعيد، ينبغي على الفلسطينيين والإسرائيليين، التخلي عن أية شروط مسبقة، وهذا يعني إسقاط شرط الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل، كدولة يهودية، وتخلي الفلسطينيين عن مطلب وقف الاستيطان قبل البدء في المفاوضات. وتقول الصحيفة إن على الفلسطينيين إقرار حق الإسرائيليين في العيش بسلام، وأن يطرحوا إسقاط مطلبهم الخاص بـ"حق عودة اللاجئين" الفلسطينيين إلى إسرائيل. وهذه الأخيرة يتعين عليها ضمان تسليم الأراضي التي احتلتها عام 1967، وتجميد بناء المستوطنات، التي وصفها سفير واشنطن في الأمم المتحدة بغير القانونية. وفي الموضوع ذاته، نشرت "لوس أنجلوس تايمز" يوم الثلاثاء الماضي افتتاحية، استنتجت خلالها أن الدولة الفلسطينية لابد وأن تظهر إلى الوجود، أما حق النقض "الفيتو" الذي تستخدمه الولايات المتحدة، فلن يساعد على إعلان هذه الدولة. القيادة التركية بهذه العبارة، عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن الجولة التي أجراها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تعكس جوانب إيجابية وسلبية في آن معاً لقيادته التي تزداد ثقة. الصحيفة تقول إن العالم الإسلامي يحتاج نموذجاً ديمقراطياً، ففي زيارته إلى مصر وليبيا وتونس، أعطى أردوغان انطباعاً بأنه بالإمكان الجمع بين الديمقراطية و الإسلام، حيث قال أثناء زيارته لتونس التي ستشهد انتخابات برلمانية هي الأولى بعد سقوط بن علي "إن 99 في المئة من سكان تركيا مسلمون، لكن تركيا دولة علمانية، تتساوى فيها كل الأديان". أردوغان نوّه أيضاً إلى أن إسرائيل تشكل خطراً على المنطقة وأيضاً على تركيا. وأثناء زيارته لمصر، حيث لجأ المعادون لإسرائيل إلى أعمال العنف، وصف إسرائيل بأنها "طفل الغرب المدلل". الصحيفة تقول إن أردوغان في حاجة إلى وقف التصرفات التي تجلب له المديح وأن يزن كلماته جيداً، ويحسب تداعياتها. صحيح أن في تركيا كثيراً من الأمور التي يجب تقليدها، كالسيطرة المدنية على الجيش وإجراء إصلاحات تتعلق بحقوق الإنسان، لكن يلعب أردوغان لعبة خطيرة مع إسرائيل. الصحيفة تقول لا يوجد شك في أن التعامل مع نتنياهو قد يكون مُحبطاً، لكن تركيا خفضت علاقاتها مع تل أبيب بعدما رفضت هذه الأخيرة وساطة أميركية لغلق ملف الهجوم الإسرائيلي على سفينة الإغاثة التركية، وقتلها تسعة أتراك من بينهم تركي يحمل الجنسية الأميركية. أردوغان وضع حليفاً أميركياً وأطلسياً أمام تهديد، خاصة عندما قرر إرسال سفن حربية لحراسة سفن الإغاثة التركية المتوجهة إلى غزة أثناء مرورها في البحر المتوسط. وإذا لم يهتم الطرفان التركي والإسرائيلي بتجاوز التوتر الراهن، فإن الأمور قد تخرج عن السيطرة، وقد يغامر أردوغان بعلاقات بلاده التجارية مع إسرائيل. وحسب الصحيفة، وافق أردوغان خلال الأيام الماضية على أن تكون بلاده مقراً لواحد من رادارات الدرع الصاروخية التي ينوي حلف الأطلسي تدشينه للتصدي للصواريخ الإيرانية. أوباما طلب من أردوغان قطع علاقاته بالرئيس السوري، وبالفعل صرح أردوغان إنه لم يعد يُعوِّل على بشار، والآن يحتاج أردوغان استخدام نفوذ بلاده الاقتصادي لفرض عقوبات على الأسد وزمرته. ولكونه رئيس حكومة دولة إسلامية ديمقراطية كبرى، يستطيع أردوغان إدعاء القيام بدور قيادي، لكن يحتاج أن يمارس هذا الدور بمسؤولية. لانهاية للانخراط العسكري تحت عنوان "العراق من دون القوات الأميركية"، نشرت "لوس أنجلوس تايمز" يوم الخميس الماضي افتتاحية، قالت خلالها إنه وفق اتفاق بين العراق وإدارة بوش الابن، يُفترض أن تكون جميع القوات الأميركية خارج العراق بنهاية 2011، لكن إدارة أوباما والحكومة العراقية يفضلان الإبقاء على قوة أميركية...الصحيفة تقول نعم يمكن ذلك...لكن في بلد خسر الأميركيون فيه 4474 جندياً في حرب يراها البعض غير ضرورية، فإن فكرة تمديد أي وجود أميركي لا تحظى بأي قبول. غير أنه إذا كان الأمر يستدعي بقاء بعض القوات، فبالإمكان الإبقاء على قوة صغيرة قوامها 5000 جندي لتدريب قوات الأمن العراقية. وتقول الصحيفة إن بعض العسكريين اقترحوا الإبقاء على 18 ألف جندي- أي نصف عدد القوات الموجود حالياً في العراق 445000، وإذا كان من الضروري بقاء هذا العدد، فمن الصعب الحديث عن نهاية للانخراط العسكري الأميركي في بلاد الرافدين. فيضانات باكستان في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "فيضانات باكستان الجزء الثاني"، استنتجت "كريستيان ساينس مونيتو" أنه بعد عام من أسوأ كارثة تتعرض لها باكستان في تاريخها- في إشارة إلى الفيضانات العارمة التي دمرت المنازل وشردت 11مليون نسمة وقتلت 2000 باكستاني- تواجه باكستان مرة أخرى فيضانات مدمرة، ما يتطلب دعماً على المديين القريب والبعيد. حصيلة الخسائر في الفيضانات الأخيرة وصلت 200 قتيل، و655000 منزل مدمر، و1.8 مليون مشرد. وتلفت الصحيفة الانتباه إلى إنه لايزال هناك 800 ألف مشرد من ضحايا فيضانات العام الماضي لم يتم إيواؤهم حتى الآن، مما يلحق الضرر بشعبية الحكومة الباكستانية. إعداد: طه حسيب