أصابت ترودي روبين عين الحقيقة حين أوضحت في مقالها الأخير على هذه الصفحات أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها كعضو في الأمم المتحدة، يمثل أهم أجراء وأضمنه لقيام السلام في المنطقة، بل هو بالأحرى أقوى ضمانة لمصالح إسرائيل وبقائها كدولة يهودية داخل وسط يتقبلها ولا يعاديها. وفي هذا الخصوص فندت الكاتبة حجج الحكومة الإسرائيلية حول أحادية التحرك الفلسطيني، وهي ذات الحجج التي تبناها "الراعي" الأميركي دون تمحيص أو تغيير، بل في تحيز فاضح وواضح لجانب دون آخر. وعادت الكاتبة لتبين أن بعض قادة إسرائيل السابقين كانوا أبعد نظراً من قادتها الحاليين، وأن رابين مثلاً قبل باتفاقية أوسلو إدراكاً منه لأن بقاء الضفة الغربية وقطاع غزة تحت مسؤولية إسرائيل سيجعل من الفلسطينيين مع مرور الوقت أكثرية سكانية داخل دائرة السيطرة السيادية للدولة العبرية. لذلك أراد رابين إبعاد ذلك "الشبح السكاني" الذي طالما أرق بناة الدولة الصهيونية وقادتها الأوائل، وهم يعلنون قيامها على أرض فلسطين دون أن يتهمهم أحد باتخاذ إجراءات من جانب واحد، لا قبل ذلك ولا بعده! إبراهيم محمود -فلسطين