ما أن وقعت عيناي على عنوان مقال جيمس زغبي، "أميركا تستفز الرأي العام العربي"، حتى انصرف ذهني إلى آخر محطة من محطات ذلك الاستفزاز وأحدثها، وهي إصرار الإدارة الأميركية على الوقوف في وجه الحق الفلسطيني بإعلان دولة مستقلة تكفّل بها القانون الدولي نفسه وكذلك ذات القرارات الأممية التي قامت بموجبها إسرائيل نفسها أيضاً. والمضحك في هذا الاعتراض الأميركي المستفز هو حجته القائلة بأن يكون إعلان الدولة متفاوضاً عليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكأنه يلزم أن يظل وصول الفلسطينيين إلى دولتهم المستقلة على أرضهم مرهوناً بإرادة المحتل، هذا في حين أن إعلان دولة إسرائيل التي أقيمت على أرض فلسطين لم يؤخذ فيه رأي أصحاب الأرض ولم يكن نتيجة مفاوضات، بل كان أمراً أُبرم بليل! فهل ثمة حقاً ما هو أكثر استفزازاً من هذه الازدواجية "الواضحة" الفاضحة؟! سلمان محمد -الأردن