مع أهمية الطرح الوارد في مقال: "الحلف الأطلسي ليس قوة تحرير" للكاتب محمد السماك، إلا أنني أرى أن علينا عدم الحكم على ذلك الحلف من منطلق مخزون الذاكرة السلبي وحده، إذ إن هنالك أيضاً مخزوناً إيجابيّاً يستحق الذكر حين يتعلق الأمر ببعض تدخلات الحلف الأطلسي. وعلى سبيل المثال فإن التدخل الأطلسي خلال عقد التسعينيات في يوغوسلافيا السابقة هو وحده ما أنقذ حياة مئات الآلاف من المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفو من مجازر المتطرفين الصرب. وكذلك فإن تدخل أميركا والدول الغربية ساعد إلى حد كبير في إعادة تحرير دولة الكويت من الاحتلال الصدامي الغاشم. وإذا كانت لبعض دول الحلف مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا ممارسات نختلف معها، أو لا تصب في مصلحة بلداننا العربية والإسلامية، أو تناصر كيان الاحتلال الصهيوني، أو حتى إذا كان لبعضها ماضٍ استعماري في المنطقة فإن هذا لا ينبغي أيضاً أن ينسينا بعض المواقف الإيجابية التي بدرت عن تلك الدول تجاه بعض شعوبنا العربية والإسلامية. فالواقع هو مناط الحكم في مثل هذه الأحوال، وحكم الواقع ينبني ويدور مع المواقف حيث تدور. والنتيجة أن حلف الأطلسي قد يكون أيضاً قوة تحرير في بعض الحالات، لمَ لا، وقد رأينا دوره الإيجابي في حماية المدنيين الليبيين من بطش النظام البائد. عبدالله محمود - الدوحة