أميركا لا تزال في حالة حرب...وجنوب السودان صديق جديد لإسرائيل موقف المرشحين "الجمهوريين" في انتخابات الرئاسة الأميركية من الحرب في أفغانستان والعراق، واحتمالات استفادة إسرائيل من علاقاتها مع جنوب السودان، وموقف "اليمين" الإسرائيلي من "الدولة الفلسطينية"، وتنامي معدلات الفقر في الولايات المتحدة...موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. حالة حرب هل الولايات المتحدة في حالة حرب؟ تساؤل استهلت "واشنطن بوست" به افتتاحيتها الأربعاء الماضي، قائلة إن المرء بالكاد يستطيع معرفة تلك الحالة من خلال الحملات الانتخابية للمرشحين "الجمهوريين". وضمن هذا الإطار لا تظهر كلمات مثل "العراق" أو "أفغانستان" على المواقع الإلكترونية للمرشح الرئاسي "الجمهوري "ميت رومني" أو "ريك بيري" أو "مايكل باكمان".وتقول الصحيفة إن المرشح الرئاسي "جون هنتسمان" حاكم ولاية "أوتا" السابق، أجاب على التساؤل الخاص بكيفية توفير الحماية للأطفال والنساء في أفغانستان من الراديكاليين؟ بالقول: لسنا في حاجة إلى قوات قوامها 100 ألف لبناء الدولة في أفغانستان، بينما نحن في حاجة إلى بناء الأمة الأميركية. هنتسمان يقول لنساء وأطفال أفغانستان: آسف، عندما تصل إدارة هنتسمان للسلطة، سيكون عليكم إدارة أموركم بأنفسكم. وحسب الصحيفة، صحيح أن استطلاعات الرأي قد تظهر أن الناخبين مهتمون بالوظائف وأنه لا فائدة سياسية من الحديث حول الحرب. لكن من الصعب على من يتقدم للمنصب الرئاسي الذي يجعل صاحبه قائداً أعلى للقوات المسلحة أن يتعامل مع الأمور بهذا التبسيط المفرط، فأميركا في حالة حرب، وعلى كل مرشح رئاسي أن يوضح وجهة نظره للناخبين حول ما إذا كانت تلك الحرب لا يجب الاستمرار فيها، وإن لم يكن الأمر كذلك، فعلى هؤلاء المرشحين توضيح الطريقة التي يمكن من خلالها كسب الحرب. صديق جديد تحت عنوان "صديق جديد لإسرائيل في جنوب السودان"، نشرت "كريستيان ساينس مونيتور"، يوم الأربعاء الماضي، مقالاً لـدانيل آر. دي بيتريس"، قال فيه إن الاعتراف المتبادل بين إسرائيل ودولة جنوب السودان سيفيد تل أبيب. الكاتب، وهو محرر مشارك في دورية "الإرهاب والتحليلات الأمنية"، يرى أن قادة البلد الذي يعاني من بنى تحتية هشة واقتصاد رسمي يكاد يكون غير موجود، خاصة بعد عقدين من الصراع مع شمال السودان، سيثمنون المساعدات الاقتصادية التي سيتم الحصول عليها بعد تدشينهم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهذه الأخيرة ستجني مكاسب كثيرة من وراء علاقاتها بجنوب السودان. تل أبيب ستحصل على موطأ قدم في منطقة معروف عنها أن تُصدر بعضاً من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها إلى الشرق الأوسط. وإذا كان الإسرائيليون يتساءلون الآن عن ارتفاع قيمة المساكن وزيادة أسعار الغذاء والوقود، فإن علاقات تل أبيب بجنوب السودان، قد تقلل من حدة هذه المشاكل، لا سيما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية جادة في التعاون مع بلد يُعد من أكبر مصدري الغذاء في أفريقيا. وفي الوقت الذي يحتاج اقتصاد جنوب السودان إلى سنوات طويلة قبل التعافي من الاعتماد المفرط على النفط، تستطيع إسرائيل تقديم خبرات تقنية لجعل تطور اقتصاد جنوب السودان أكثر سهولة. ليست قوة عظمى في مقاله المنشور بـ"نيويورك تايمز" يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "إسرائيل ليست قوة عظمى"، أشار "رعنان بيرجمان" إلى أن اليهود معروف عنهم أنهم يجيبون على الأسئلة بأسئلة، ومن ثم يطرح تساؤلاً مؤداه: هل نهاية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي ستنهي النزاع العربي - الإسرائيلي؟ وبعبارة أكثر دقة، هل الرحيل الاضطراري لسفيري إسرائيل من مصر وتركيا ينبع من الحقيقة المتمثلة في عدم تدشين الدولة الفلسطينية، أم أن ذلك كان نتيجة لكراهية إسرائيل، وهي كراهية لن تنتهي أبداً؟ المقال يأتي ضمن ملف خاص للسجال حول النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي بباب الرأي في الصحيفة. بيرجمان، وهو محلل عسكري واستخباراتي بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يقول إنه خلال مؤتمر عن الإرهاب، حضره بعض المحسوبين على "اليمين الإسرائيلي، وبعض وزراء حكومة نتنياهو، ممن لديهم قناعة بأن الدولة الفلسطينية تأتي بدافع الكراهية. ووفق هذا المنطق، ثمة قيمة محدودة لتسوية النزاع مع الفلسطينيين، لأنهم لا يستطيعون أو بالأحرى لا يريدون حلاً سلمياً يضمن للبلدين العيش جنباً إلى جنب، وهم يعتقدون أن أغلبية العرب سيواصلون دعم الأفعال العدائية ضد إسرائيل، وبناء على هذه الذهنية، التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتم الاعتماد على القوة وفي الوقت نفسه تتم محاولة التوصل لحلول جزئية لاحتواء الموقف وكسب الوقت.الكاتب يعتبر هذا الموقف خال من المنطق ويتعين رفضه تماماً، لأن موقف إسرائيل على الصعيد الدولي يتدهور، ويحتاج إلى خطوات دبلوماسية عاجلة. فاحتلال الضفة الغربية غير قانوني وتتم إدانته على الصعيد العالمي، وإذا أصرت إسرائيل على أنها لا تستطيع التواجد من دون احتلال، فإنها ستواجه خطر فقدان شرعيتها. وحسب الكاتب، فإن إسرائيل لن تستطيع الاستمرار من دون التوصل إلى حل توافقي بخصوص القضية الفلسطينية، فإسرائيل ليست قوة عظمى ومن الأفضل لها أن تمتنع عن التصرف كما لو كانت قوة عظمى. الكاتب نقل تخوف رئيس "الشين بيت" السابق من تدشين الدولة الفلسطينية، الذي لخص موقفه في أن ذلك يعني دولتين لثلاثة شعوب، في إشارة واضحة للخلافات بين "فتح" و"حماس". الكاتب يقول- للأسف- تدشين الدولة الفلسطينية لا يعني إنهاء 130 عاماً من سفك الدماء، ولن ينهي أيضاً كراهية إسرائيل في العالم العربي. فقر يتنامى! خصص "دون لي" ونعوم ليفي" و"وإليخاندرو لازو" تقريرهم المنشور في "لوس أنجلوس تايمز"يوم الأربعاء الماضي، لرصد بعض أرقام الفقر المثيرة في الولايات المتحدة. الحكومة الأميركية أفصحت عن عدد الفقراء الذي وصل خلال العام الماضي إلى 46.2 مليون، وهو رقم يعد الأكبر خلال نصف قرن، والسبب في ذلك يعود إلى أن مليون أميركي أصبحوا بدون رعاية صحية، أو أن رواتبهم انخفضت إلى مستويات متدنية. وحسب التقرير، فإن نسبة الفقر بين الأميركيين، ارتفعت خلال 2010 ليصبح هذا العام هو الثالث على التوالي الذي ترتفع فيه هذه النسبة، لتصل إلى 15.1 في المئة، وهذا دفع بعض الشباب إلى ترك منازلهم والالتحاق بمساكن والديهم، تجنباً للوقوع في شريحة الفقراء. وحسب مكتب الإحصاء الأميركي، فإن عدد الأميركيين الذين يمكن اعتبارهم تحت خط الفقر، قد ارتفع العام الماضي إلى 46.2 مليون أميركي بزيادة قدرها 2.6 مليون نسمة عن عام 2009 . التقرير سلط الضوء على انتشار الفقر بين شرائح معينة وفئات عمرية محددة، وضمن هذا الإطار، فإن عدد الأطفال الفقراء ممن هم أقل من 18 عاماً وصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 1962، وبلغت معدلات الفقر في أوساط الأطفال من ذوي الأصول اللاتينية لمستويات قياسية، وبالنسبة لذوي الأصول الأفريقية، فقد وصلت نسبة الفقر بين الأطفال إلى 39 في المئة، أي بزيادة بلغت 3 في المئة مقارنة بالعام الماضي. ومن المنطقي أن ترتفع نسبة الفقر في الولايات التي ترتفع فيها نسبة البطالة خاصة في ولايات الجنوب، أعلى من الولايات الأخرى، فولاية ميسيسبي الأكثر فقراً بمعدلات العام الماضي، حيث بلغت نسبة الفقر بين سكان الولاية 22 في المئة، وهي بذلك الأعلى، بينما وصلت معدلات الفقر في "نيو هامبشاير" إلى نسبة 6.6 في المئة، هي الأدنى.