إعلان الأمم المتحدة، مؤخراً، أنها بصدد تأسيس مكتب في أبوظبي لتنسيق المساعدات الإنسانية الدولية، يعدّ تقديراً للدور الإنساني المتميز الذي تقوم به دولة الإمارات في دعم الأنشطة الإنسانيّة في الخارج، وهذا ما أكدته فاليري إيموس، منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية، خلال زيارتها الأخيرة للدولة، حيث أعربت عن تقديرها لمساهمات الإمارات المتميّزة في الجهود الدولية لمجابهة كارثة المجاعة وآثار الجفاف التي تجتاح منطقة القرن الإفريقي. لقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة ركناً أساسياً في أيّ جهد دولي أو إقليمي لمساعدة المتضررين في مناطق الكوارث والأزمات حول العالم، وتتجه إليها الأنظار عند مواجهة أي تحدٍّ إنساني، ودائماً ما كانت على قدر هذه المسؤولية، وتحركت من تلقاء نفسها لمساعدة ضحايا الكوارث والأزمات في مختلف المناطق، وكان ذلك واضحاً في مبادراتها المتعدّدة التي شاركت فيها العديد من المؤسسات العاملة في المجال الإنساني في الدولة من أجل تخفيف معاناة الضحايا المتأثرين بموجة الجفاف الشديدة في القرن الإفريقي، كما قامت بدور واضح في تنسيق الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية في هذا الشأن، وهو الأمر الذي كان له أثره في تنبيه المجتمع الدولي إلى خطورة الكارثة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي، وحثه على التحرك الفاعل لاحتواء آثارها المستقبلية. إن تحرك دولة الإمارات لمساعدة مناطق الكوارث والأزمات والعمل على تخفيف معاناة ضحاياها، والانخراط في الجهود الإقليمية والدولية لتفعيل المساعدات الإغاثيّة والإنسانيّة لهذه المناطق، ينطلق من القناعة بأن ذلك من شأنه أن يعزّز أمن العالم واستقراره، ويعمق الروابط بين شعوبه، ويكرّس مفاهيم العمل الجماعي الدولي لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه دول العالم أجمع. ولذلك لا تكتفي الإمارات بالتحرك الفردي، أو ضمن الأطر الجماعيّة، تجاه المناطق المنكوبة، وإنما تدعو دائماً إلى مزيد من الجدية والفاعلية في العمل الإنساني الدولي حتى يكون قادراً على التعامل مع التحديات الصعبة التي تواجهه في ظل ما يعانيه العالم من كوارث ونزاعات لها آثارها الخطرة في الحياة الإنسانيّة في المناطق التي تقع فيها. التقدير المتزايد لدور الإمارات الإنسانيّ على الساحة الدولية لم يأتِ من فراغ، وإنما هو ترجمة لما تقوم به تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، من جهود حثيثة للحدّ من تداعيات الكوارث والأزمات الإنسانيّة التي تشهدها العديد من دول العالم، والتخفيف من معاناة الفئات المتضررة، ومساعدتها على تجاوز الظروف الصعبة التي تعيشها، سواء من خلال مبادراتها الخاصة التي تقوم عليها العديد من المؤسّسات والهيئات التي تحظى بالدعم والرعاية والمساندة المباشرة والمستمرة من قبل القيادة الرشيدة، أو من خلال التعاون مع أجهزة الأمم المتّحدة وبرامجها وصناديقها، أو من خلال الترتيبات الثنائيّة المباشرة مع الدول التي تشهد أزمات أو كوارث طبيعية ومساعدتها على بناء إمكاناتها الوطنيّة في مواجهة مثل هذه التحديات مستقبلاً. لذلك فقد أصبح العمل الإنساني الإماراتي على الساحتين الإقليمية والدولية مثالاً للفاعلية والكفاءة والإنجاز ونموذجاً يشار إليه بالبنان من قبل المنظمات الدوليّة العاملة في هذا المجال. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.