سأقترح إجابة مباشرة على ذلك السؤال: "هل تم تسييس تقارير الأمم المتحدة؟" الذي عنون به د. صالح عبدالرحمن المانع مقاله المنشور هنا، وتتلخص إجابتي في كلمة واحدة هي: نعم... وألف نعم، لقد تم تسييس تقرير "بالمر" وتفصيله على مقاييس ترضي الصهاينة وتدغدغ غرورهم، بحيث يرون أنفسهم أمام مرايا احتلالهم المقعرة كما لو كانوا فوق القانون الدولي، ولذا فإن التقرير المذكور طلع على الناس بالعجب العجاب، فقال إن حصار المدنيين العزل في أراض محتلة، ومعاقبتهم جماعيّاً عمل "مشروع"! وإن قرصنة الصهاينة البحرية في المياه الدولية نوع من "الدفاع عن النفس"! وإن في المجزرة التي ارتكبوها بحق النشطاء الحقوقيين الأتراك استخداماً للقوة قد يكون "مفرطاً"! بمعنى أنهم لو كانوا استخدموا مستوى أقل مما فعلوا لربما كان "بالمر" سيتربع ويقول لهم "أحسنتم"! ما هذا؟ هل تردت الشرعية الدولية إلى هذا الحد؟ وهل يمكن أن تصل ازدواجية المعايير إلى درجة تبرير وشرعنة قانون الغاب، وجنون القوة؟ محمد نور الدين - الدوحة