يثير الخلاف المتصاعد منذ مدة بين تركيا وإسرائيل أسئلة أكثر مما يقدم إجابات، لاسيما حول الرؤية التركية لما بعد فض التحالف الاستراتيجي القائم منذ عدة عقود مع الدولة العبرية، حيث كانت تركيا أول بلد إسلامي يعترف بدولة إسرائيل، ثم توطدت علاقاتهما خلال الأعوام اللاحقة في ظل حكومات النخبة العسكرية الأتاتوركية في أنقرة، لاسيما على صعد التعاون العسكري والأمني وصناعات التسلح. لكن من الواضح أن تركيا بدأت تختط لنفسها نهجاً جديداً في ظل الحكومة الحالية بقيادة "حزب العدالة والتنمية"، سواء على الصعيد الداخلي في مجالات التطوير الاقتصادي وترسيخ الديمقراطية، أو على الصعيد الخارجي فيما يخص تكريس انتماء تركيا لعمقها الإسلامي الآسيوي. فهل يغتنم العرب هذا التحول التركي لفائدة تعظيم وزنهم الذي تآكل وفقد الكثير من كتلته خلال الأعوام الماضية الأخيرة؟ فهمي محمود -القاهرة