بعد مرور عقد على أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت الولايات المتحدة بأشكال عديدة، يقول العديد من الطلاب في مختلف المراحل التعليمية، إنهم ما زالوا لا يعرفون سوى أقل القليل عن تلك الأحداث. وعند توجيه اللوم للمدرسين باعتبارهم المسؤولين عن ذلك فسرعان ما يردون بالقول إنهم يفتقرون إلى الوقت، والخبرة، والموارد، وفي بعض الحالات الشجاعة اللازمة، لمعالجة هذا الموضوع المهول المعقد، والإشكالي بطريقة ذات معنى، بحيث يمكن لطلابهم تحقيق الاستفادة القصوى من ذلك. ومع هذا فإن هناك مؤسسات ومنظمات عديدة مثل معهد "سميثونيان"، ومجلس كاليفورنيا التعليمي، ومنطقة لوس أنجلوس التعليمية الموحدة وغيرها، حرصت جميعها على تجميع مقادير ضخمة من الموارد التعليمية اللازمة لمعالجة العديد من الأسئلة بشأن ذلك الحدث من قبيل: ما الذي حدث، ولماذا، وكيف غيرت تلك الهجمات الولايات المتحدة، وما هي الدروس المستفادة؟ فمعهد "سميثونيان" على سبيل المثال يمتلك موقعاً على شبكة الإنترنت يتضمن كمّاً وفيراً من المعلومات عن ذلك الحدث، يشمل من ضمن ما يشمل وصلات للدروس المستفادة، ووسائل تعليمية لجميع الأعمار بدءاً من تعليم طريقة رسم علَم على جدارية لمرحلة الحضانة، ودراسة التطرف الإسلامي، والثقافة الأفغانية للمستويات الدراسية العليا. ولكن المدرسين في كاليفورنيا وفي مجلسها التعليمي يقولون، مع ذلك، إنهم يفتقرون إلى الوقت الكافي الذي يمكنهم من القيام بمثل تلك المهام، لأنهم مضطرون إلى التركيز على ما يعرف بالمعايير الأكاديمية للولاية المرتبطة بإنجازات الطلاب في الامتحانات الدورية التنافسية المهمة. وهذه المعايير -كما يقولون- لا تتضمن شيئاً عن الحادي عشر من سبتمبر. أما منطقة لوس أنجلوس التعليمية الموحدة، فقد أصدرت كما يقول "برنت سمايلي" أستاذ الدراسات الاجتماعية مذكرة لمدرسيها في الوقت الذي وقعت فيه تلك الهجمات المروعة تأمرهم فيها بإغلاق أجهزة التلفزيون والتركيز على تدريس المناهج المقررة. ويقول "سمايلي" إنه لم يلتزم بما جاء في تلك المذكرة وأصر على الاستمرار في متابعة ما يحدث أمامه على شاشة التلفزيون، ولكنه يؤكد مع ذلك، أنه لا يستطيع التركيز على تدريس برامج التوعية بالحادي عشر من سبتمبر للمدة المقررة (خمسين دقيقة) في الوقت الذي يعاني فيه من عدم توافر الوقت الكافي للانتهاء من منهج التاريخ المطالب فيه بتغطية قرون من التاريخ الأميركي بدءاً من مرحلة المستعمرين الأوروبيين المبكرين إلى الحرب الأهلية وإعادة البناء. ويقول "سمايلي" أيضاً إن من بين الأسباب التي تدفع المدرسين إلى التهرب من تدريس أي شيء يتعلق بالتوعية بالحادي عشر من سبتمبر، ما ينطوي عليه هذا الموضوع من حساسيات عديدة تتعلق بالدين، والحرب، والسياسة. وعلى رغم ذلك فإن هناك العديد من المدرسين الأميركيين الذين يرون أن الحادي عشر من سبتمبر كان حدثاً على قدر كبير من الأهمية بحيث لا يمكن لأي أميركي أن يتجاهله أو يتجاهل تناوله بأية طريقة كانت، وخصوصاً إذا ما أخُذ في الاعتبار أن معظم الطلاب في المرحلة الوسطى اليوم لم يكونوا قد ولدوا، وأن من هم في المرحلة العليا حاليّاً كانوا صغار السن عندما وقع ذلك الحدث بدرجة لم تمكنهم وقتها من إدراك ما كان يدور حولهم من تطورات جسام. تيريزا واتانابي كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة "أم.سي.تي إنترناشيونال"