قرأت مقال "سياسة أوباما الخارجية"، لكاتبه جونا جولدبرج، والذي أشاد فيه بالنجاحات التي حققتها إدارة أوباما على الصعيد الخارجي، لاسيما سياسته الناجحة في تغيير النظام الليبي، وفي زيادة عديد القوات الأميركية بأفغانستان، والتخلص من بن لادن وغيره من قيادات "القاعدة". إلا أن الذي لفت انتباهي في المقال هو إشارته إلى أن أوباما، رغم كل ما توقعه منه اليسار الحالم، وما أخذه عليه اليمين المتطرف، لم يغير شيئاً ذي بال في توجه السياسة الخارجية لإدارة المحافظين الجدد خلال ولايتي بوش الابن، ومع ذلك فقد استطاع أن يحقق اختراقات ملموسة لم يستطع بوش الظفر بمثلها رغم ما أثاره من كراهية للولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم. وفي هذا الخصوص يقول الكاتب إن أوباما قد أبقى السياسة الخارجية على الموقد الخلفي، ومع ذلك نجح في حصد نجاحات مهمة، بينما كان يركز كل مواهبه على الشؤون الداخلية دون نجاح كبير، وهي مفارقة تستحق التوقف عندها بتمعن وتعمق، وهو ما لم يفعله الكاتب. محمد خالد -القاهرة