The Atlantic ليبيا بعد القذافي اشتمل العدد الأخير من مجلة The Atlantic التي تصدر عن مجموعة "أتلانتيك مونثلي جروب " ومقرها بوسطن، على العديد من الموضوعات المهمة، فتحت عنوان "ليبيا بعد القذافي... دروس من عراق 2003" كتب جيمس جوينر يقول إن العالم قد شعر بسعادة غامرة لسقوط صدام عام 2003 ثم اتضحت بعد ذلك صعوبة المرحلة التي أعقبت ذلك السقوط. ويتساءل الكاتب أيضاً عن أفق ما بعد السعادة الغامرة الآن لسقوط القذافي. ومع أن من حق الليبيين أن يشعروا بالسعادة بعد أن انزاح عن كاهلهم طاغية ظل يستبد بهم لما يزيد عن 42 عاماً إلا أن الموقف يستدعي أيضاً التوقف للاستفادة من دروس ما حدث في العراق. وفي رأي الكاتب أن الشيء المختلف بين الوضع في ليبيا الآن وبين العراق أن الحكم العراقي قد انهار بانهيار نظام صدام في إبريل 2003، وبعد انهياره قامت الإدارة المدنية الأميركية في ذلك الوقت بتصريف الأمور، في حين يوجد في ليبيا في الوقت الراهن مجلس وطني انتقالي ليبي يتوافر على شرعية محلية وإقليمية ودولية، وهو ما يعني أن سبباً رئيسيّاً من أسباب اندلاع العنف في العراق واستمراره، ليس موجوداً في ليبيا. بيد أن هناك أسباباً تدعو للقلق أيضاً في نظر المؤلف وهي أن مكونات المعارضة كانت متحدة فيما بينها على هدف واحد هو رفض نظام القذافي وضرورة التخلص منه، وليس معروفا الآن كيف ستكون العلاقة فيما بينها بعد اختفاء القذافي. وهناك أسئلة أخرى تحدد ما إذا كان الوضع سيعرف تحديات كتلك التي سجلت في العراق أم لا، منها: هل هناك فرصة لتحقيق نوع من الاحتواء لعناصر النظام السابق؟ ومتى ستعقد الانتخابات ومن سيسمح له بالمشاركة؟ وما هي نوعية الحكومة التي سيتم تشكيلها خلال الفترة الانتقالية؟ ---------- لوموند ديبلوماتيك: ليبيا الثورة "المواطن أم الوطن، أم كلاهما؟"، تحت هذا العنوان كتب سمير العيطة رئيس تحرير النشرة العربية من "لوموند ديبلوماتيك"، افتتاحية عددها الأخير الخاص بشهر سبتمبر الجاري، وفيها رصد ملامح المشهد الليبي، متسائلاً: "إلى أين أخذتَ ليبيا يا معمّر القذافي؟ من مشروع وطني إلى بلدٍ رهنته كوطن وكمواطنين لوجودك وعائلتك... جنونك أيضاً أنّك رهنت دولتهم لتحالفاتك القبليّة وشبكات استزلامك كي تجعل طريقهم إلى المساواة في المواطنة بعد زوالك رهناً للمجهول". ويمضي الكاتب في سياق أشمل متحدثاً عن أحوال الربيع العربي الراهن والتحديات التي يطرحها على شعوب دول ذلك الربيع، مؤكداً أن "خيارات صعبة أمام شعوب دول مفترق طريق الربيع العربي؟ الصبر والصبر مهما كان الإحباط؟ والاستمرار سلميّاً في معركة الإرادة بالرغم من كلّ الصعوبات؟ وإنتاج القوّة البديلة من الداخل عبر الفرز والعمل السياسي المضنيّ". وعن المسألة الليبية كتب أيضاً "باتريك حايمزاده"، وهو دبلوماسي سابق في السفارة الفرنسية في طرابلس ومؤلف كتاب ذائع الصيت عن بنية نظام القذافي. وتحت عنوان: "شروط الوحدة الوطنية في ليبيا"، قال الكاتب عن ليبيا ما بعد انتصار الثورة: "سيشكّل الخروج من الحرب الأهلية تحدّياً فعليّاً، في بلدٍ أصبح فيه السلاح متداولاً ولا يتمتّع بأيّة ثقافة سياسية، وحيث لا يزال الطابع المحلّي فيه غالباً على المصلحة الوطنيّة". ومن جانبه استعرض الكاتب رستم محمود في مقاله: "سبعة أسباب حقيقية تحول دون اندلاع نزاع أهلي في سوريا"، موانع انزلاق المشهد السوري إلى الاحتراب الطائفي، بحكم وجود انسجام سكاني يحول دون ذلك، على رغم ما يسجل الآن من مظاهر احتقان واستقطاب.