ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال د. السيد ولد أباه المنشور هنا تحت عنوان: "ليبيا ما بعد القذافي: إلى أين؟"، أرى أن ما تكشف عنه انتصار الثوار الليبيين هو بزوغ أفق مختلف على ذلك البلد، يأمل كثير من المراقبين أن ينتهي بتكريس أجواء الاستقرار والازدهار التي افتقدها الشعب الليبي طويلاً. وإذا ما نجح الثوار في إعادة بناء ليبيا الجديدة على أسس من التناغم والتفاهم والشراكة الإيجابية بين جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في ذلك البلد فسيكون هذا طريقاً مضموناً نحو مستقبل باهر من التنمية والتقدم والحياة الكريمة حلم به الليبيون طويلاً دون أن يتحقق لهم طيلة العقود الأربعة الماضية التي حكمهم فيها النظام السابق. وإذا تمكنت ليبيا من طي صفحة إخفاقات وسياسات النظام البائد غير المتوازنة فستعود لاعباً إيجابيّاً وفعالاً في النظام الإقليمي العربي، كما تستطيع لعب دور قيادي محوري في إعادة الحياة إلى اتحاد المغرب العربي الذي لعبت سياسات النظام السابق غير المتوازنة دوراً كبيراً في تعكير مسيرته وإفشالها، طبعاً إلى جانب مسؤولية بعض الأطراف المغاربية الأخرى عن ذات الفشل. متوكل بوزيان - أبوظبي