قرأت مقال الكاتب جيمس زغبي: "انتخابات أميركية مختلفة" وأعتقد أن شعار اللحظة في المشهد السياسي الأميركي الراهن يمكن اختصاره في العبارة الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة"، حيث يتسابق الساسة الجمهوريون والديمقراطيون لنيل رضا جماعات الضغط استعداداً لاستحقاق السنة المقبلة الرئاسي، وفي إطار هذه السياسة الحزبية الانتهازية رأينا موجة التصفيق الحار وغير المستحق بكل المقاييس التي قوبل بها نتنياهو في الكونجرس، وكذلك سمعنا، في إطارها أيضاً، وما زلنا نسمع أشد التصريحات يمينية وأبعدها عن التوازن كلما تعلق الأمر بصراع الشرق الأوسط أو بأي ملف يمكن أن تكون له صلة بهذا الصراع. وفي نظري الشخصي أن أول ما ينبغي تحرير المشهد السياسي الأميركي منه هو هذا الارتهان السياسي غير المحدود لإرادة جماعات الضغط، وهو مطلب لا يمكن أن يتحقق من دون ثورة داخلية أميركية على كافة أشكال الانتهازية الحزبية، وعلى كامل منظومة الاستقطاب السياسي الحالية، التي تتيح لجماعات الضغط هوامش واسعة من فرص التأثير على صناع القرار السياسي والتشريعي في واشنطن. عبد الحميد عمر - عمان