في أجواء تخفرها المشاعر تفرش هذه المرأة السجادة الحمراء استعداداً لبدء فعاليات الاحتفال بانطلاق سفينة الركاب "مانجيوج بيونج"، من ميناء المنطقة الاقتصادية الخاصة لمدينة "راسون" الواقعة شمال العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج، التي تعلق حكومتها الآن آمالاً عراضاً على قطاع السياحة، وخاصة سياحة رحلات السفن، لتنشيط دورة اقتصادية ينقصها كل شيء تقريباً. وضمن هذا المسعى انطلقت أيضاً سفينة أخرى تقل 130 راكباً من ميناء "راجين" ذي الإمكانيات الشحيحة، القريب من الحدود مع كل من الصين وروسيا، في رحلة ترفيه لزيارة منتجع جبل "كومبانج" الخلاب، في الجهة الأخرى من الحدود مع كوريا الجنوبية. يذكر أن مكتب السياحة الكوري الشمالي يحاول تعويض عزلة بلاده وشح إمكانياتها وقلة خبرتها في هذا المجال من خلال عقد شراكة توأمة مع شركة سفر وسياحة صينية قوية، للإعداد للمزيد من الرحلات البحرية السياحية، وكذلك لتنشيط قدرته على جذب المزيد من السائحين، وهي مهمة صعبة -دون شك- ولكن لو قدر لها النجاح فستفتح على كوريا الشمالية أبواب تعاون وشراكة اقتصادية مع فضائها الإقليمي ستعود عليها بفائدة اقتصادية كبيرة، كما ستكون طريقة مناسبة لتهدئة أجواء التوتر بينها وبين الشطر الجنوبي المزدهر من الجزيرة، وكذلك بينها وبين اليابان. وفي كلتا الحالتين سيصنع الاقتصاد من السلام والاستقرار والازدهار ما عجزت عن إدراكه مناورات السياسة وصواريخ "العم كيم" وقنابله النووية! فلماذا لا يجرب هذا الطريق، وتبسط عليه السجادة الحمراء؟! بدلاً من مجاعات الأعلام الحمراء وعقم لغة القوة والصخب والعنف!