بعد أداء صلاة الجمعة أول من أمس في ميدان الشهداء (الساحة الخضراء سابقاً) بطرابلس، يعود هذا الطفل الليبي الآن إلى البيت رافعاً علامة النصر بإصبعيه ملوحاً بعلم الاستقلال الليبي، الذي أعادت ثورة 17 فبراير تبنيه بدلاً من علم القذافي ذي اللون الأخضر، (على شاكلة الكتاب الأخضر، والساحة الخضراء... الخ). وفي الطريق إلى البيت لا يمشي المصلي الثائر الصغير، الذي يبدو خلفه جانب من جدار متحف السراي الحمراء المواجه للميدان، على طريق ممهد بعناية حيث نرى خشونة أرضية الميدان المبلطة بأكوام من الحجارة الخشنة المتجهمة المرصوفة بالإسمنت كيفما اتفق، حيث بدأت الآن العدسات والكاميرات تكشف للعالم حجم إهمال البنى التحتية الذي عانت منه العاصمة الليبية طيلة عقود أربعة من حكم القذافي. يذكر أن الوصول إلى ميدان الشهداء ظل طيلة أشهر الثورة الليبية حلماً يراود مخيلة الثوار، ومع تمكنهم من تحريره مع بداية الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك، سقط النظام السابق بأكمله، وتحررت طرابلس كلها، حيث تم في اليوم الموالي مباشرة دخول مجمع باب العزيزية الواقع إلى الجنوب الغربي من الميدان على بعد كيلومترات قليلة.