(حزب "المحافظين" أبان في عهد كاميرون، قدراً كبيراً من المعارضة لسياسات الاتحاد الأوروبي، مظهراً عدم رغبة بريطانيا في التعاون مع هذا التجمع الإقليمي)...هذا ما استنتجه السير سيريل تاونسيد، في مقاله المنشور يوم الأربعاء الماضي، والمعنون بــ"انقسامات بريطانية حول الاتحاد الأوروبي". ما أود إضافته أن لدى بريطانيا تصوراً معيناً لسياستها تجاه الاتحاد الأوروبي، فلندن تعي جيداً مكانتها في النظام العالمي، وهي لا تريد أن تتخلى عن مكانتها التاريخية في السياق الأوروبي. ورغم ذلك هي حريصة على أن تنأى بنفسها عن أية اضطرابات نقدية تطالها في حال انغمست مع أوروبا الموحدة من خلال "اليورو"، لذا هي حتى الآن خارج نطاق العملة الأوروبية الموحدة. إنها سياسة مسك العصا من المنتصف، فلا هي ترفض الوجود المؤسسي الأوروبي، بل هي حريصة على تفعيله ومده بالكوادر البريطانية الدبلوماسية، ولا تريد في الوقت نفسه التضرر من التبعات الاقتصادية التي طرأت على الاقتصاد الأوروبي كما في الأزمة اليونانية والبرتغالية والإسبانية. إنها سياسة تحافظ على الدور البريطاني داخل أوروبا الموحدة، وفي الوقت نفسه، تضمن أقل الخسائر الاقتصادية الممكنة جراء هذا الدور. ناصر شكري- دبي