قرأت مقال د. شملان يوسف العيسى: "ليبيا: طموحات ومخاوف" وأعتقد أن انتفاضة الشعب الليبي الناجحة تمتلك كافة أسباب النجاح وذلك بالنظر إلى التناغم السكاني والطائفي للشعب الليبي مما لا يخشى معه الانزلاق إلى صراعات داخلية في المستقبل، وكذلك وفرة الموارد حيث إن ليبيا، التي لا يزيد عدد سكانها على ستة ملايين نسمة، تعوم فوق ثلاث بحيرات من النفط والغاز الطبيعي والمياه، هذا زيادة على تمتعها بأكبر ساحل على حوض البحر الأبيض المتوسط وبإطلالة تقارب ألفي كلم. وأكثر من هذا أن الشعب الليبي يتوافر على عدد كبير جدّاً من الكفاءات العلمية والعناصر البشرية المؤهلة بشكل جيد. وعلى رغم الطابع الصحراوي القاحل لمعظم الأراضي الليبية إلا أن الشريط الساحلي من البلد يتمتع بخصوبة عالية جدّاً ولا ينقصه سوى المزيد من التخطيط العلمي والاقتصادي والاستثمار المالي في القطاع الزراعي لكي تتحول ليبيا إلى بلد مهم في إنتاج المحاصيل الزراعية. وفوق هذا تمتلك البلاد أيضاً عناصر جذب هائلة في مجال السياحة. وعلى العموم فإن تجاوز ليبيا للحظة الاحتقان والمخاض الراهنة كافٍ في حد ذاته لتدخل عهداً جديداً من الاستقرار والازدهار حرمها منه طيلة العقود الأربعة الماضية نظام القذافي البائد. عزيز خميّس - تونس