عبّرت التصريحات التي أدلى بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، خلال زيارته لـ "مستشفى الفجيرة" وتناوله الإفطار مع طاقمها الطبي، مؤخراً، عن إيمان الدولة وقيادتنا الرشيدة بدور الشباب في حركة تنمية المجتمع وتطوّره، فقد أكد سموه "أن القيادة والحكومة تشجّعان الشباب وتهيئان لهم كل السبل المتاحة ليواصلوا مسيرتهم على طريق العلم والمعرفة واكتساب الخبرة العملية التي تصقل أفكارهم وتثري معارفهم وعلومهم". هذه التصريحات تنطوي على العديد من الدلالات المهمّة: أولاها، أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تضع الشباب في صدارة أولوياتها واهتماماتها، ولا تألو جهداً في توفير كافة الظروف التي تتيح لهم المشاركة بفاعلية في جهود التنمية، انطلاقاً من قناعتها بأن الشباب هم طليعة المجتمع، وعموده الفقري، وقوته النشطة والفاعلة والدافعة وراء تقدّم الوطن ورفعته ورقيّه على المستويات كافة. ثانيتها، أن العلم والمعرفة واكتساب الخبرة هي المدخل الرئيسي نحو إعداد الشباب وصقل قدراته، ولهذا ينصبّ اهتمام الدولة ومختلف الجهات المعنية على العمل على توفير أوجه الرعاية المختلفة لهم، وهذا الاهتمام لا يتوقف على توفير التعليم النوعي، بل يتعدّاه إلى مدى أوسع يشمل فتح آفاق المعرفة والإبداع أمامه بحيث يكون قادراً على تحمّل المسؤولية في مختلف مواقع العمل والإنتاج. الدلالة الثالثة، أن الإيمان بدور الشباب يعبّر عن رؤية تنموية عميقة تؤمن بها قيادتنا الرشيدة، لأن الشباب طاقة كبيرة وخلاّقة، والأمم التي تريد أن تكون في مقدّمة الصفوف في التنافس نحو القمّة هي التي تستثمر هذه الطاقة وتوجّهها الوجهة الصحيحة، واستثمارها في نشاطات مفيدة تخدم المجتمع، وهذا ما حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تأكيده، حينما تحدّث عن مهنة الطب والتخصّصات النادرة التي تحتاج إليها مؤسساتنا الطبية، ونصح شباب الوطن بأن يتّجه إلى هذه التخصّصات ويبدع فيها. مستقبل أي وطن يرتكز بالأساس على طاقاته الشابة، وبقدر ما يتم تأهيل هؤلاء الشباب وامتلاكهم المهارات المعرفية والقيادية المختلفة، بقدر ما يكونون أكثر قدرة على ترجمة أهداف الدولة، وتنفيذها على أرض الواقع، وهذا ما تدركه قيادتنا الرشيدة، وتعمل من أجله، وذلك من خلال مجموعة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات التي تستهدف تمكين الشباب المواطن، وتوفير كافة الظروف التي تتيح لهم الانخراط بفاعلية في تنمية المجتمع وتطوّره، من خلال توفير تعليم عصري متقدّم أكثر ارتباطاً باقتصاد المعرفة، ومراكز تدريب وتأهيل متطوّرة، وفتح المجال للجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني للعمل في مجال رعاية الشباب وتنمية مواهبهم ومهاراتهم، فضلاً عن إطلاق المبادرات التي تستهدف تنمية مهاراتهم القيادية، كل ذلك من أجل إعداد جيل من الشباب يتمتّع بالوعي والثقافة ويتحلّى بالثقة بالنفس، قادر على تحمّل المسؤولية والقيادة في مختلف مؤسسات الدولة. إن الإيمان بدور الشباب، والتحرّك الجيد لإعدادهم على كافة المستويات، هو أفضل استثمار للمستقبل، لأن هؤلاء الشباب، فوق أنهم يشكّلون القاعدة الأساسية لترجمة أهداف الدولة وطموحاتها التنموية، فإنهم أيضاً قادرون على وضع الدولة في المرتبة التي تستحقها على خريطة الدول المتقدّمة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.