قبل الانطلاق من بلدة "تلكلخ" السورية بمنطقة وادي خالد، التي لا تبعد عن الحدود اللبنانية سوى كيلومتر واحد، اجتهد هذا الرجل في حمل كل متعلقاته وأغراضه على صهوة حصانه، بما في ذلك قنينات الغاز وبعض مستلزمات المطبخ، لأن الطريق صعب وتلبية احتياجاته من المأكل والمأوى خلال الأيام الآتية غير مضمونة. وحال راكب الجواد ليس استثناء حيث نرى خلفه أيضاً سوريين آخرين وهم ينحدرون خلسة من المسرب الزراعي هاربين إلى الحدود اللبنانية، على خلفية ما تردد من حدوث أعمال عنف في البلدة وفي المناطق القريبة ضمن حالة عامة من فعل الاحتجاج ورد الفعل الأمني، هي ما أصبح يسمى أحياناً في التداول الإعلامي بيوميات الربيع السوري. يذكر أن سوريين فارين إلى الحدود اللبنانية ما فتئوا يتحدثون عن وجود انتهاكات وتعديات وتدخلات أمنية عنيفة يتعرض لها النشطاء خلال الاحتجاجات المستمرة حتى الآن في سوريا. (أ. ب).