كشف مقال: "السودان المُقسّم... وإشارات الحرب" الذي كتبه هنا د. أحمد عبدالملك، بعض التعقيدات القائمة الآن في المشهد السوداني، وخاصة فيما يتعلق بعلاقات دولتي الشمال والجنوب، في ضوء القضايا العديدة غير المحسومة مثل مصير منطقة "أبيي"، وترسيم بعض نقاط الحدود، وكذلك مستقبل العلاقات النفطية، وسبل ضمان حسن الجوار والتعاون، وعدم تدخل أي من البلدين في الشؤون الداخلية للبلد الآخر. ومع أن هذه تحديات حقيقية، إلا أنني أعتقد أن المؤشرات الأقوى الآن تحيل إلى مستقبل يدعو للتفاؤل بإمكانية تجاوز كل التعقيدات، وحل جميع تلك القضايا، وخاصة أن السودان الشمالي كان هو أول المعترفين بدولة الجنوب، كما أن الرئيس البشير حرص بشكل خاص على حضور إعلان استقلال الجنوب. وبصفة عامة يمكن القول إن أفضل السيناريوهات وأحسن الخيارات الآن هو فتح صفحة جديدة من الأخوة والتعاون وحسن الجوار بين الخرطوم وجوبا، وذلك لأن الدولتين ستربحان من تكثيف المبادلات والعلاقات فيما بينهما، في حين ستخسران كل شيء إذا ظلتا أسيرتين لصراعات الماضي ودوامات طواحينه السياسية غير المجدية، التي فوتت على السودان كله، بشماله وجنوبه، وقتاً ثميناً، وإمكانيات لا حدود لها. عبد الوهاب حامد - الخرطوم