أتفق مع بعض ما جاء في مقال: "السودان المُقسّم... وإشارات الحرب" للدكتور أحمد عبدالملك، خاصة ما يتعلق بمستقبل العلاقات المتداخلة والمعقدة بين السودان الشمالي وجمهورية جنوب السودان الجديدة، وذلك لترابط وتشابك مصالحهما من جهة، ولوجود دواعٍ قوية كذلك للتجاذب والصراع فيما بينهما. غير أنني أختلف أيضاً مع تلك الرؤية غير المتفائلة عموماً التي قد تفهم من بعض ما جاء في المقال. وهنا لديَّ رؤية أخرى متفائلة، مؤداها أن صراع العقود الماضية المرير سيدفع البلدين مستقبلاً إلى الامتناع عن العودة إلى المربع الأول، أو الدخول في أي صراع مستقبلي عنيف. والأرجح من وجهة نظري أن يحسم الوسطاء الإقليميون والدوليون، والحكماء الداخليون السودانيون والأفارقة، نقاط الخلاف وملفات التجاذب المتبقية بين الخرطوم وجوبا. وسيربح البلدان كثيراً إذا ما غلبا صوت الحكمة والعقل، وتوافقا علي حلول وسط تستجيب لقدر معقول من تطلعات كل منهما بشأن الملفات والقضايا العالقة حتى الآن. عثمان آدم - أبوظبي