كشف مقال الكاتب عبدالوهاب بدرخان: "أوروبا والإرهاب الآخر" بعض جوانب المأزق الذي يطرحه التطرف الداخلي على أوروبا الآن، خاصة بعد حادثة الهجوم الفظيع الذي ارتكبه أحد متطرفي اليمين في النرويج وراح ضحيته العشرات من الناس الأبرياء. والحقيقة أن التطرف - والإرهاب بصفة عامة- قد أصبحا خطراً داهماً يهدد البشرية جمعاء، سواء في ذلك الدول العربية والإسلامية أو الدول الغربية. والحقيقة أن كثيراً من الساسة والإعلاميين في الغرب انشغلوا خلال السنوات الماضية بمحاولة يائسة لإلصاق صفة التطرف والإرهاب بالجاليات المسلمة المقيمة في الغرب، وكأنهم يحمّلونها المسؤولية عن أفعال مجرمة ومستهجنة قد يكون أقدم عليها أفراد يعدون على رؤوس الأصابع من ذوي الأصول العربية أو الإسلامية، وفي هذه الأثناء تغافل الغربيون عن الجماعات المتطرفة والإرهابية في الغرب نفسه، هذا مع العلم أن بعض تلك الجماعات ظلت ناشطة حتى عهد قريب مثل "الألوية الحمراء" وغيرها. وزيادة على هذا شهد اليمين المتطرف الأوروبي خلال السنوات الأخيرة صعوداً خطيراً دون أن يلتفت إلى ذلك أحد، وها هي النتيجة المحتومة تتحقق، بانفجار أعمال العنف والإرهاب التي حصدت أرواح الأبرياء في النرويج بكل أسف. خالد إبراهيم - الدوحة