قرأت مقال د. عبدالله الشايجي: "جمود الثورات العربية" وأعتقد أن الدول العربية التي حدثت فيها تحولات خلال الفترة الأخيرة انتقلت اليوم من رهان إحداث التغيير إلى رهان استعادة الاستقرار، لأنه من دون عودة الحياة إلى طبيعيتها فلا يمكن ضمان سريان التحول في الاتجاه المرغوب بحيث يستجيب للتطلعات الاقتصادية والسياسية التي تعلقها الشعوب عليه في تلك الدول. أما إذا استمر حال عدم الاستقرار، وظل بعض من يدَّعون الإسهام في إنجاح التحولات يرفعون سقف مطالبهم في كل مرة، ويعرقلون عودة دورة الاقتصاد والحياة بصفة عامة إلى حالتها المعهودة، فسيكون ذلك عائقاً أمام تحقيق التحول نفسه، وستكون السلبيات المترتبة على التغيير أصلاً أكثر من الإيجابيات، وهذا ما لا يتمناه أحد بطبيعة الحال. وعلى سبيل المثال في الحالتين المصرية والتونسية ما زال البعض مصرّاً على وضع العربة أمام الحصان من خلال مطالبتهم بالحصول مسبقاً على كل مطالبهم التي يريدونها من وراء التغيير، في حين لا يتيحون لهذا التغيير نفسه فرص الاستكمال. وأكثر من هذا فقد أدى عدم الاستقرار إلى التأثير سلباً على الموسم السياحي في كلا البلدين، اللذين يعتمدان بشكل كبير على مداخيل القطاع السياحي لتحريك دواليب اقتصاديهما. وختاماً فإن على الجميع في مصر وتونس تفهّم حساسية اللحظة، وعدم الإمعان في الإضرار بالمصلحة الوطنية العامة لكلا البلدين. أيمن شريف - القاهرة