مجاعة في الصومال وكابوس في النرويج... ومخاوف من أزمة الدَّين الأميركي المجاعة في منطقة القرن الإفريقي، وفشل المفاوضات حول رفع سقف الدين الوطني في أميركا، والمجزرة التي ارتكبها يميني متطرف في النرويج الأسبوع الماضي... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. التحدي الأول: المجاعة تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية افتتاحية خصصتها للتعليق على المجاعة التي تضرب منطقة القرن الإفريقي نتيجة الجفاف، وبخاصة الصومال الغارق في حرب أهلية منذ سنوات، وما نتج عن ذلك من أزمة إنسانية ضحاياها الرئيسيون هم الأطفال. الصحيفة بينت في افتتاحيتها إلى أي مدى تعتبر هذه المأساة في الصومال إحدى نتائج الموقف القاسي والمتصلب لجماعة "الشباب" التي تهيمن على مناطق واسعة من الصومال، معتبرة أنه إذا كان الجفاف قد أصاب المنطقة برمتها، فإن الصومال، التي تفتقر إلى حكومة وطنية فعالة منذ 1991، تمثل بؤرة المجاعة الأساسية. وحسب الصحيفة، فإن هناك حكومة في ما تبقى من مقديشو؛ ولكنها لا تسيطر سوى على جزء من البلاد. أما البقية، فيسيطر عليها "الشباب" الذين تمتد سيطرتهم إلى مناطق أبعد من مقديشو، حيث يبسطون سيطرتهم على قطاعات واسعة من وسط الصومال وشرقه، ومن ذلك باكلو وشابل السفلى، التي كانت تعد في يوم من الأيام السلة الغذائية للصومال. وعلى نحو لا يصدق، تضيف الصحيفة، تنفي جماعة "الشباب" وجود مجاعة في البلاد، على رغم أن المنطقة تعاني من أسوأ جفاف منذ 60 عاماً. والأدهى من ذلك أن الجماعة باتت اليوم تحظر عمل الوكالات الدولية، وإن كانت بعض من هذه الأخيرة تقول إنها ما زالت تقوم بإيصال المساعدات إلى الجوعى في المناطق الخاضعة لـ"الشباب" عن طريق شركاء محليين. غير أنها شددت على أن المخاطر كبيرة حيث قتل عدد من عمال المساعدات، مضيفة أن المساعدات الطارئة تمثل حلاً على المدى القصير فقط؛ ولكن بدون حكومة فعالة في الصومال، بشكل خاص، فإنه لا توجد إمكانية لخلق البنية التحتية اللازمة للتعاطي مع مثل هذه الأزمات. مشكلة الدين الأميركي صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية علقت ضمن افتتاحية عددها لأول من أمس الأربعاء على فشل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في التوصل إلى تسوية بشأن رفع سقف الدين السيادي للولايات المتحدة قبل حلول الثاني من الشهر المقبل من أجل تمكين أكبر اقتصاد عالمي من تسديد ديونه. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة، إن العجز عن تسديد الدين الأميركي سيشكل حدثاً مأساويّاً ستكون له عواقب اقتصادية عالمية، حيث سيُبرز كيف جعل الانقسام الكبير بين الحزبين الرئيسيين نظامَ فصل السلطات ومراقبة بعضها لبعض في أميركا مختلاً من خلال جعل التوافقات السياسية عصية على التحقق. وأضافت تقول إنه لم يبق ثمة وقت كثير لتجنب الإعلان عن عجز الولايات المتحدة عن تسديد ديونها بعد فشل الجهود التي كانت تهدف إلى التوصل لاتفاق طموح على مدى عشر سنوات أواخر الأسبوع الماضي، متبوعاً بفشل الكونجرس في التوصل إلى توافق بديل خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي هذه الأثناء، تضيف الصحيفة، يزداد القلق الدولي في الأسواق وفي تصريحات صندوق النقد الدولي الذي يدعو تقييمه الحالي للاقتصاد الأميركي إلى رفع سقف الدين لأميركي، وإصلاحات لاستحقاقات الرعاية الصحية، وزيادة العائدات، مكرراً بذلك المقاربة التي يتبناها أوباما. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، يتوقع أن يضاعف الدور الاستراتيجي لسندات الخزينة الأميركية في الأسواق المالية العالمية تأثيرات أي عجز عن التسديد، هذا إضافة إلى إمكانية خفض درجتها من قبل وكالات التصنيف الائتماني التي تتخذ من واشنطن مقرّاً لها. كابوس في النرويج صحيفة "جابان تايمز" اليابانية خصصت افتتاحية عددها لأمس الخميس للتعليق على الهجومين اللذين تعرضت لهما النرويج الأسبوع الماضي على يد يميني متطرف يدعى أندريس بيرنج بريفيك وأسفرا عن مقتل عشرات الأشخاص. هجومان صدما النرويج ومعها العالم. الصحيفة تقول إن المشتبه فيه الرئيسي قومي متعصب متشبع بالفكر اليميني المتطرف ويعتقد أن أوروبا تعرضت لغزو من قبل التعددية الثقافية و"الماركسية لثقافية" وما يسميه "الأسلمة". وقد نقل عنه محاميه قوله إن الهجومين "فظيعان، ولكنهما كانا ضروريين". كما يرى بريفيك أن من شأن استهداف مخيم لشباب حزب العمال أن يُلحق "أكبر خسارة ممكنة" بهذا الحزب الحاكم الذي يدير المخيم ويُعد، حسب منفذ الهجوم، مسؤولاً عن تدمير الثقافة النرويجية واستقدام المسلمين بأعداد كبيرة. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن المسلمين المعتدلين وجدوا أنفسهم، غداة هجمات الحادي عشر من سبتمبر، عرضة للاتهامات حيث تم إلقاء اللوم عليهم بسبب أعمال المتطرفين من أبناء دينهم. واليوم، تضيف الصحيفة، فإن مسؤولية مماثلة تقع على عاتق الزعماء المسيحيين والمناوئين للهجرة من أجل القطع مع أعمال المتطرفين في مجتمعاتهم هم أيضاً. وقالت في هذا الإطار إن الاكتفاء بالتنديد ببريفيك ووصفه بأنه غارق في الأوهام أو "مختل نفسيّاً نفذ الهجوم بمفرده" ليس ردّاً مناسباً، مضيفة أن الفشل في التنديد بما ارتكبه من جرائم وما يدفع به من "حجج" من أجل تبريرها لن يعمل إلا على تشجيع آخرين على أن يحتذوا به. حاملة طائرات صينية صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية أفردت افتتاحية عددها لأمس الخميس للرد على ما قالت إنها مبالغة وتهويل تضمنتها تقارير لوسائل إعلام غربية بشأن امتلاك الجيش الصيني لأول حاملات طائرات في تاريخه، وما قدمته باعتباره مؤشراً على تعاظم قدرات الصين العسكرية واتساع مداها. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن هذه "الضجة" التي أحاطت بأول حاملة طائرات صينية مثال على الكيفية التي تم بها تحريف وتحوير خطوة طبيعية في مسار دولة تسير على طريق النمو، من أجل تضليل الرأي العام في الخارج. وكانت وزارة الدفاع الصينية قد أكدت رسميّاً يوم الأربعاء أن الصين تقوم بتجديد حاملة طائرات قديمة كانت قد اشترتها من أوكرانيا في 1998 وستدخل الخدمة قريباً. واعتبرت الصحيفة في هذا السياق أن الإعلان عن إطلاق هذه السفينة ودورها المتعلق بالتدريب والبحث العلمي يمثل خطوة تأتي في وقت مناسب من أجل تبديد أي تخوفات غير ضرورية قد تنتاب بعض البلدان وتكشف "سخافة" بعض التقارير الإعلامية الغربية. وفي ما بدا أشبه برسالة تطمين، شددت الصحيفة على أن الصين ما زالت ملتزمة بسياسة عسكرية دفاعية؛ وأنه سبق لها أن شددت مراراً وتكراراً على أنها تسلك طريق التنمية السلمية المسالمة ولن تطرح تهديداً لأي بلد آخر، مضيفة أن تطوير الصين لقدراتها العسكرية وتحديثها إنما يهدف إلى ضمان قدرات دفاعية قادرة على حماية شعبها وأراضيها ومصالحها الوطنية. إعداد: محمد وقيف