بمجرد رفع العلم الجديد لجمهورية جنوب السودان معلناً قيام دولة جديدة في الجنوب، ارتفع معه رؤوس كل من ساهم في عملية الانفصال هذه. القوى التي تقف وراء الانفصال تتمنى أن تشاهد رفع أعلام كثيرة في أقسام أخرى من البلاد العربية حتى يتسنى تقسيم هذه الأوطان، كي تتم فرحة الشامتين والطامعين في الدول العربية. فهم يتمنون أن يكون هناك جنوب منفصل للبنان حتى يصبح لبنانين، والعراق عراقين وسوريا سوريتين وليبيا ليبيتين ومصر مصرين وتقسيم كل الدول العربية، لأن النظرية القديمة "فرق تسد"، لا زالت تسيطر على تفكير كل من يتمنى الشر لهذه البلاد ولضمان اختلاف هذه الدول وتناحرها. هذا كله بعد أن قسمت فلسطين إلى فلسطينين شمال وجنوب ومحاربة أي تقارب، أو أي مصالحة، وصرف ملايين الدولارات للحيلولة دون المصالحة أو الوحدة. ولكن لا بد من عودة الفرع إلى الأصل يوماً ما، وهذه هي سنة الحياة رغم أنف الانفصاليين، ورغم الفتنة التي فرقت الأخوة عن بعضهم البعض، والذي شاهدنا أثرها في الدموع عند لحظة وداع الأخوة السودانيين، والذي يدل على أن الانفصال مؤقت، وستعود اللحمة إلى ما كانت عليه لما يجمعهم من محبة أخوية. هاني سعيد- أبوظبي