هل هناك أي شيء يعيق الكُتاب المسلمين البريطانيين عن طرح آرائهم والانتشار والتعريف بتجاربهم؟ حسب رأي "جيمس كان"، صاحب الأعمال الإبداعية العديدة، الذي اشتهر بظهوره في برنامج "عرين التنين" على تلفزيون المملكة المتحدة، يحتاج المسلمون لأن يُسمَعوا لـ"الأسباب الصحيحة"، وليس من خلال ربطهم ببعض الصور النمطية، بالنظر إلى أن معظم التغطية الإعلامية المتعلقة بمسلمي بريطانيا تتمحور عادة حول قصص تتعلق بالإرهاب والتطرف. ولذا فقد يكون من الصعب على المواهب الشابة أن تشقّ طريقها عبر التحديات التي تواجه محاولات أي كاتب جديد لفت الأنظار، وبالذات لتغيير السرد العام السائد ضده وضد ثقافته. "إنه تحدٍّ واجهه كُتاب الأقليات العرقية تاريخيّاً، وإن كان يجري الآن تجاوزه. ولذا نريد أن نفعل الشيء نفسه للكُتاب المسلمين"، يقول عرفان أكرم، مدير مؤسسة "جوائز الكُتاب المسلمين" الذي يستطرد: "يريد المسلمون التعبير عن أنفسهم وعن إبداعهم، وهم يملكون الموهبة الطبيعية لعمل ذلك". ويؤكد أكرم أن من الأهمية بمكان ضمان تمكن الكُتاب المسلمين من اكتشاف طرق للتعبير عن أنفسهم بشروطهم الخاصة، والشعور بأنهم جزء من الفضاء العام: "نريد أن نعطي الكُتاب المسلمين الثقة في قدراتهم، وأن نقدم لهم منبراً لإيصال تجاربهم وإبداعهم عبر سلطة القلم". ويشمل برنامج الجوائز المذكور عدة مجالات: الرواية، والقصة القصيرة، والشعر، وقصص الأطفال، وسيناريو الأفلام، والمدونات، والصحافة. وسيتم نشر أعمال الكُتاب الفائزين في مجموعات أدبية. وفي السنة الماضية، تم إدخال تقليد جديد هو: جوائز الكُتاب المسلمين الصغار. وكان الهدف بشكل محدد إبراز الموهوبين الواعدين تحت سن 16 سنة. وقد نشرت الفائزة بجائزة السنة الماضية للفئة العمرية 14- 16 سنة، مينا محمد، أول رواية لها عنوانها "الرؤية بالأحمر" (See Red)، وهي عن فتاة مسلمة طُرِدَت من مدرستها الداخلية وتكافح لتنضم إلى الفتيات الأخريات في مدرستها الجديدة في منطقة "نيوهام". ويشعر المسلمون البريطانيون عادة بالتوتر فيما يتعلق بعالم النشر. وفوق ذلك ينظر المجتمع، بشكل عام، إلى كون الإنسان مؤلفاً على أنها مهنة مفعمة بالمخاطر. هذا بالإضافة إلى تحدّيات معايشة الصور السلبية المتفشية عن المسلمين في الإعلام. ولذا تسعى الجوائز لكسر كل هذه الحواجز والصور النمطية لتبدأ بدلاً منها ببناء الجسور وثقافة التفاهم. وتقوم جوائز الكُتاب المسلمين كذلك برعاية كُتاب جدد من خلال تنظيم ورشات عمل الكتابة الخلاّقة والحلقات الدراسية ومنتديات الحوار لصالح آلاف الكُتاب عبر البلاد كل سنة. وتتراوح أماكن تنفيذ هذه الأنواع من التدريب من أصغر المدارس المحلية والمكتبات إلى معرض لندن للكتب، وهو مَعلَم مهم على ساحة النشر العالمي. وقد جرى حتى الآن تقبّل هذه الجوائز بشكل جيد من قبل كبار المسؤولين، فقد أثنى جوردون براون، رئيس الوزراء السابق، على الجوائز لأنها تهدف إلى "زيادة التفاهم المتبادل بين سكان بريطانيا" من خلال تشجيع مواهب الكُتاب المسلمين البريطانيين. كما امتدحت منظمة "بوك تراست" (BookTrust)، وهي منظمة خيرية، الجوائز لأنها "ترسم صورة قوية إيجابية للمجتمع المسلم، فتشجع الافتخار بالأدب المسلم والمؤلفين المسلمين". ويمكن للتواصل والتفاهم الثقافي أن يترسخا ويلعبا دورهما في ترسيخ قيم التسامح والانفتاح عندما تتاح فرص التعبير للجميع لكي يعرِّف الكل بنفسه وقيمه، وأيضاً عندما يكون الكل فخوراً ومحتفيّاً بمواهبه وبالأسلوب الذي يعبر به عن نفسه في المجتمع الذي يعيش فيه على اتساعه. شيلينا زهرة جان محمد مُدونة ومؤلفة كتاب"الحب تحت الحجاب" ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"