تعقيدات التفاوض مع القذافي...وفرصة لمصر على طريق الديموقراطية ما هو السيناريو الأمثل لحل الأزمة الليبية؟ وماذا عن التباطؤ الدولي لإغاثة الصوماليين من المجاعة؟ وكيف يمكن تقييم المشهد المصري الراهن؟ وهل تستطيع واشنطن الحفاظ على ريادتها الفضائية؟ تساؤلات نسلط الضوء على إجاباتها ضمن جولة أسبوعية سريعة في الصحافة الأميركية. خيار الرحيل تحت عنوان "رحيل القذافي هو الخيار الأفضل لليبيا"، أشارت "لوس أنجلوس تايمز" في افتتاحيتها يوم أمس إلى أن اجتماعاً لممثلين عن القذافي ومسؤول دبلوماسي أميركي كبيرلم يسفر عن نتيجة تنهي الحرب الأهلية في ليبيا أو توقف قصف "الناتو"، غير أن الاجتماع قدم اقتراحاً حول اتفاق على تسوية للصراع، خاصة بعد أربعة أشهر على اندلاع الأزمة. وتقول الصحيفة: ربما يتخلى القذافي عن السلطة، لكن في مقابل ذلك يريد الحصول على ملاذ آمن في مكان آخر. اتفاق من هذا النوع قد يُنهي الحرب في ليبيا، ويزيل من هذا البلد ديكتاتوراً قاسياً. مشكلة هذا السيناريو تكمن في إيجاد مكان للقذافي يذهب إليه، خاصة أن المحكمة الجنائية الدولية اتهمته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهذا سيجعل بعض الدول ترفض استقباله وفي عالم مثالي يتعين على القذافي مغادرة ليبيا والمثول أمام القضاء لكن الأمرين قد يكون تحقيقهما مستحيلاً، ففي عالمنا الواقعي تكلفة إطاحة القذاقي قد تحول دون مقاضاته، لذا يتعين وضع مصالح الشعب الليبي في المقدمة. مجاعة في الصومال خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، لرصد تحذيرات الأمم المتحدة وواشنطن من استفحال المجاعة في الصومال. الصحيفة تقول إنها المرة الأولي منذ عقود التي تُصدر فيها الأمم المتحدة إنذاراً بالمجاعة، فلم يتم إصدار إنذار مشابه منذ عام 1984. الآن ملايين من الصوماليين يواجهون خطر المجاعة، ومن ثم يتعين على الغرب أن يتخلص من مخاوفه التي تحول دون ضخ مساعدات عاجلة للصوماليين، سواء من الحكومات، أو من خلال الأفراد. التحذير الذي أطلقته الأمم المتحدة يتعلق بإقليمين في جنوب الصومال، علماً بأن هذا البلد لا يعاني فقط من الجفاف، بل من جماعة "الشباب"، التي لها علاقة بتنظيم "القاعدة". وتنوه الصحيفة إلى أنه في معظم مناطق الشرق الأفريقي، يعاني ما يزيد على 11 مليون نسمة نقصاً في المياه والغذاء، فتلك المنطقة تعاني من جفاف يُعد الأسوأ منذ 60 عاماً. وقرابة نصف مليون صومالي فروا إلى أثيوبيا وكينيا كلاجئين. وقد حذر منسق الأمم المتحدة في الصومال من أنه ما لم يتم التحرك الآن، فإن المجاعة ستنتشر في جميع مناطق الجنوب الصومالي خلال شهرين فقط. الصحيفة أشارت إلى أن الحكومات لا تزال متباطئة في الاستجابة لطلبات وكالات الإغاثة، فهذه الأخيرة تريد مبلغاً يتراوح ما بين 600 إلى 800 مليون دولار للحد من المجاعة، لكن كثيراً من الدول كالولايات المتحدة تركز على مخاوفها المالية، خاصة في ظل تنامي ديونها. وبالعودة إلى المجاعة التي ضربت إثيوبيا خلال عامي 1984 و1985، والتي أودت بحياة مليون نسمة، فإن المأساة دفعت لإقامة حفلات غنائية وموسيقية لجمع التبرعات. ويبدو- والكلام للصحيفة- أن حروباً كتلك التي وقعت في العراق وأفغانستان، وركوداً اقتصادياً قد أدى إلى فتور الحماس العام لدى الغرب تجاه الانخراط في المزيد من الأزمات الخارجية. وفي الصومال ثمة مخاوف من أن يصل الدعم الغذائي إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم "الشباب" ، فخلال العام الماضي هدد هذا التنظيم عمال الإغاثة وسرق المؤن الغذائية وخلال الأيام الماضية ومع استفحال المجاعة، بدأت التنظيم يغير موقفه، حيث يخشى من أن يفقد السيطرة على المناطق التي يفر منها الناس، وفي الوقت نفسه تحاول واشنطن تخفيف قيودها على المساعدات. فرصة نحو الديمقراطية في افتتاحيتها ليوم الخمس الماضي، وتحت عنوان "لا تزال مصر تستطيع ريادة العالم العربي نحو الديمقراطية"، قالت "واشنطن بوست" إن مصر في مرحلة ما بعد الثورة غالباً ما تظهر، كما لو أنها على وشك الانهيار، فالاحتجاجات والاعتصامات تتواصل، في الوقت الذي يتعثر فيه الاقتصاد. وحسب الصحيفة، فإنه منذ 9 يوليو الجاري، يتجمع الآلاف من المصريين في ميدان التحرير موجهين اتهامات للسلطة الحاكمة في البلاد، وتنشب مواجهات بين الحين والآخر بين المتظاهرين وعناصر من قوى النظام، وفي غضون ذلك يحاول الجنرالات ضمان سلطات غير عادية في النظام السياسي الجديد. الصحيفة ترى أن مصر تتقدم بخطى ثابتة نحو حرية أكبر، فخلال الأسبوع الماضي تم إنهاء خدمة المئات من ضباط الشرطة المتهمين بارتكاب انتهاكات، وتم إجراء تعديل وزاري يضم المزيد من العناصر الليبرالية إلى حكومة عصام شرف، كما أن الانتخابات البرلمانية تم تأجيلها من سبتمبر إلى نوفمبر المقبل، كي يكون ثمة وقت أمام الأحزاب الديمقراطية الجديدة تعيد خلاله ترتيب أوراقها. القادة العسكريون استجابوا لمطالب المتظاهرين، وعلى الرغم أن هناك من يطالب بصياغة الدستور قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، فإن المجلس العسكري الحاكم، الذي لا يزال يرفض هذا السيناريو، قال إنه سيصدر "إعلان مبادئ" من أجل صياغة دستور جديد يضمن حماية الحريات الأساسية. على صعيد آخر، ترى الصحيفة أنه يتعين على المسؤولين الأوروبيين والأميركيين دفع حكومة عصام شرف نحو خطوات حاسمة صوب التغيير الاقتصادي، فمصر لا تزال تنفق عشرات المليارات من الدولارات على دعم السلع خاصة الوقود، وهذا أمر يصعب احتماله. وينبغي على الحكومات الغربية الدفع في اتجاه سياسات قائمة على اقتصاد السوق، وتعزيز دور القطاع الخاص وتفعيل المبادرات التنموية. وضمن هذا الإطار يجب أن تكون اتفاقية تجارة حرة بين مصر والولايات المتحدة هي حجر الزاوية في الحوار الأميركي مع الحكومة المصرية المقبلة. وحتماً ستعاني مصر من ارتباك خلال الشهور المقبلة، لكن تظل أمامها فرصة لتفعيل الديمقراطية ودفع العالم العربي نحو الحرية. صون الريادة الفضائية أول أمس الخميس، وتحت عنوان "ما بعد مكوك الفضاء"، نشرت "نيويورك تايمز" افتتاحية استهلتها بالقول إن الهبوط السهل لمكوك الفضاء الأميركي "أتلانتس" يطوي المرحلة المتمثلة في برنامج الفضاء الأميركي الذي يعتمد على العنصر البشري، بما فيه من مآسٍ وانتصارات تواصلت خلال العقود الثلاثة الماضية. السؤال الآن هو ما إذا كانت لدى أميركا إرادة للدفع في اتجاه المزيد من الرحلات الفضائية الاستكشافية المأهولة. وحسب الصحيفة لم تتخل الولايات المتحدة عن أنشطتها الفضائية التي تجريها بعناصر بشرية، فرواد الفضاء الأميركيون يجرون تجارب فضائية في المحطة الفضائية الدولية، وهذا أمر سيستمر حتى عام 2020. لكنهم سيجرون هذه التجارب من خلال مركبة فضائية روسية، علماً بأن أقرب موعد تستطيع فيه الشركات الأميركية الخاصة تسيير رحلات فضائية برفقة رواد فضاء أميركيين هو 2015 أو 2016. الرئيس أوباما اقترح مزيداً من الرحلات الفضائية المأهولة بحلول عام 2025 وذلك باستخدام تقنيات لم يتم تطويرها بعد، إضافة إلى استكشاف مدار كوكب المريخ بحلول منتصف العقد الثالث من الألفية الثالثة، أي بعد عام 2035، لكن الكونجرس لا يزال غير مقتنع بهذه الخطط. المسألة تتعلق بالظروف الاقتصادية الصعبة، حيث من المنطقي التساؤل بخصوص أهمية الأموال التي يتم إنفاقها على الرحلات الفضائية المأهولة، خاصة وأن بعض الرحلات الفضائية غير المأهولة تتوصل إلى اكتشافات علمية مهمة، لكن الإجابة تتمثل في أن المهام المأهولة لا تزال رمزاً للتفوق الأميركي في مجال الفضاء. الصحيفة تؤيد فكرة الرئيس الأميركي الرامية إلى إرسال رواد الفضاء في رحلات لاستكشاف أماكن في الفضاء لم يصل إليها أحد من قبل، وحتى الاستمرار في مهام فضائية أقل سيعطي إشارة إلى الخارج مفادها أن واشنطن لم تتراجع عن عمليات استكشاف الفضاء أو استخداماته السلمية...خاصة وأن الصين تسعى إلى تدشين برامج فضاء خاصة بها. ميزانية "ناسا" السنوية تصل إلى 18 مليار دولار وهذه نسبة صغيرة جداً من الميزانية الفيدرالية السنوية وهي 3.7 تريليون دولار. وتطالب الصحيفة الكونجرس بأن يزود "ناسا" بالأموال الكافية، كي تظل الولايات المتحدة في صدارة عمليات الاستكشاف الفضائية سواء المأهولة، أو التي يتم تنفيذها عبر "الروبوتات". إعداد: طه حسيب