أزمة الديون تهز الاقتصادات الأوروبية... وتأمين أفغانستان مهمة دولية اتساع أزمة الديون في منطقة اليورو، وتحذيرات من انسحاب مبكر ومتسرع من أفغانستان، ومثول روبرت مردوخ أمام لجنة تابعة لمجلس العموم البريطاني للإدلاء بشهادته في فضيحة "نيوز أوف ذا وورلد"... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. أزمة الديون الأوروبية صحيفة "ذا هيندو" الهندية خصصت افتتاحية للتعليق على أزمة الديون السيادية التي تتخبط فيها بعض البلدان الأوروبية، وتهدد بتداعياتها الواسعة كل البلدان في منطقة "اليورو" برمتها. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن صناع السياسات الأوروبيين حاولوا منذ عام ونيف احتواء الأزمة داخل الاقتصادات الأصغر حجماً في القارة العجوز، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك. وعزت أهم سبب للإخفاق إلى صناع السياسات أنفسهم، ولاسيما أولئك المنتمين إلى بلدان أوروبية كبيرة ممن لديهم مصلحة ومسؤولية مهمة في الاتحاد النقدي: ذلك أنه في كل مرة كانت تضرب فيها الأزمة -أولا في اليونان، ثم في إيرلندا والبرتغال، ثم في إسبانيا- كان صناع السياسات، وبعد كثير من التردد، يأتون بحلول ليست أكثر من عمليات موضعية لإطفاء الحرائق، كما تقول. ولكن قصر النظر هذا كان له ثمن باهظ؛ ذلك أنه في الأسبوع الماضي فقط، تعرض ثالث أكبر اقتصاد في منطقة "اليورو" هو الاقتصاد الإيطالي، لضغط كبير من الأسواق المالية، وكان من نتائج ذلك أن انخفض مؤشر بورصة ميلانو إلى أدنى مستوياته منذ عامين. وترى الصحيفة أنه على رغم أن ردود الفعل الأولية للأسواق قد يكون مبالغاً فيها، إلا أنه من الواضح أن أزمة الديون بدأت تدخل "مرحلة خطيرة جديدة"؛ إذ وصلت مديونية إيطاليا إلى مستوى مرتفع جدّاً، بأكبر دين عام بالنسبة لأي بلد أوروبي وثالث أكبر دين في العالم -حوالي 2.6 تريليون دولار، وهو ما يعادل 120 في المئة من ناتجها الداخلي الخام. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن عجز أي بلد أوروبي كبير عن سداد الديون أمر لا يمكن تصوره في الوقت الراهن، محذرة من أنه في حال ظلت إيطاليا تحت الضغط لأي سبب من الأسباب، فإنه ستكون ثمة عواقب سلبية جمة، بالنسبة لـ"اليورو"، وللاقتصاد العالمي ككل. تأمين أفغانستان صحيفة "ذا أستراليان" الأسترالية حذرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء من عواقب انسحاب مبكر لقوات "الناتو" من أفغانستان قبل تحقيق الأهداف التي من أجلها تدخلت هناك أصلاً. وفي هذا السياق، ترى الصحيفة أنه قبل أن تستطيع دول التحالف المساعدة على إعادة إعمار أفغانستان، فإنه لابد من تأمين أن هذا البلد الذي مزقته الحرب وعانى مريراً من تطرف "طالبان"، وهو تحدٍّ لم يكتمل بعد على رغم عقد كامل من التدخل المكثف. وحتى في حال أنتجت محادثات السلام الأولية مع "طالبان" تقدماً غير متوقع، فإن انسحاباً مبكراً من قبل الحلفاء يمكن أن يترك وراءه دولة فاشلة، دولة ستكون هشة وعرضة للإرهاب مثلما كانت عليه منذ نحو عشر سنوات، قبل مقتل 28 أستراليّاً و377 بريطانيّاً و1668 أميركيّاً في هذه الحرب. كما ترى الصحيفة أن المكتسبات التي تحققت في جنوب أفغانستان منذ زيادة 30 ألف جندي أميركي في شهر فبراير الماضي قد تتعرض للخطر، وأنه لابد من إقناع باكستان أيضاً بتكثيف جهودها ضد المتمردين. ولكل هذه الاعتبارات، تقول الصحيفة، يشعر الجنرال ديفيد بترايوس، الذي سلم قيادة القوات الأميركية في أفغانستان للجنرال "جون آلن"، والأميرال "مايك مولن"، قائد هيئة الأركان المشتركة، بالقلق بشأن قرار أوباما سحب 10 آلاف جندي بنهاية هذا العام و23 ألفاً آخرين بحلول سبتمبر من العام المقبل. ثم حذرت الصحيفة في ختام افتتاحيتها من أنه إذا تبين أن انسحاب أوباما كان مبكراً ومتسرعاً، فإن "طالبان" ستسعى لسد الفراغ الذي ستتركه القوات الأميركية، ما سيجعل مخططات إعادة الإعمار غير فعالة. فضيحة "مردوخ" صحيفة "تورونتو ستار" الكندية علقت على مثول قطب الإعلام روبرت مردوخ أمام لجنة برلمانية تابعة لمجلس العموم البريطاني من أجل الإدلاء بشهادته على خلفية فضيحة التنصف التي تورطت فيها صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" التابعة له. وقد نفى مردوخ علمه بارتكاب موظفيه في شركة "نيوز كورب" التي يملكها لأي مخالفة للقانون أثناء إجابته على أسئلة للجنة التحقيق في الفضيحة التي هزت عالمه، والصحافة بشكل عام. كما اعترف مردوخ بأنه "مصدوم ويشعر بالخجل" لكون موظفيه ارتكبوا مثل هذه الجرائم، مشيراً إلى أنه ربما يكون أغفل صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" والموظفين الضالعين في فضيحة التنصت على الاتصالات الهاتفية، لأنها كانت تشكل جزءاً صغيراً من إمبراطوريته الضخمة. الصحيفة قالت إن شهادة مردوخ من المرجح أن تعزز القلق من أن العاملين في "نيوز كورب" كانوا يتمتعون بعلاقات غير صحية مع بعض السياسيين والشرطة، معتبرة أنها لم تسلط ما يكفي من الضوء على عدة أعمال منافية للقانون مثل التنصت غير القانوني، وتسليم مبالغ مالية للشرطة نظير معلومات، تماماً على غرار شهادتي ابنه جيمس مردوخ والمديرة السابقة ريبيكا بروكس. وحسب الصحيفة دائماً، فلا شيء من كل ما قاله مردوخ أمام اللجنة ربما سيخفف من الفضيحة التي أثارها التنصت على "مولي دولر"، وهي ضحية جريمة قتل في الثالثة عشرة من عمرها. فهذه الجريمة أغضبت البريطانيين، وورطت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في قضية مثيرة للجدل، وأثرت سلباً على سمعة "نيوز كورب"، وأدت إلى إقالة ضباط شرطة لندن، وإغلاق "نيوز أوف ذا وورلد"، كما ترتبت عليها اعتقالات، وحتى تحقيق من قبل "مكتب التحقيقات الفيدرالي" في أميركا. ثم ختمت الصحيفة بالقول إن الجمهور البريطاني لا يسعه إلا أن يأمل في أن تسلط لجنة التحقيق القضائي التي أمر بها كاميرون، إضافة إلى تحقيق البرلمان وتحقيقات الشرطة، الضوء المطلوب على أي مخالفة للقانون ومحاسبة المسؤولين عنها. العدالة لكمبوديا صحيفة "جابان تايمز" اليابانية علقت ضمن افتتاحية لها على شروع محكمة خاصة مدعومة من قبل الأمم المتحدة الشهر الماضي في محاكمات جرائم الحرب الثانية التي تحاول محاسبة زعماء "الخمير الحمر" السابقين؛ غير أن هذه المحاكمة مثيرة للجدل أكثر من سابقتها -التي قبل فيها المدعى عليه شرعية المحكمة والحاجة إلى محاسبة. وفي هذه المرة يبدو المدعى عليهم الأربعة مقتنعين بأنهم لم يرتكبوا أي شيء مخالف للقانون، وأنه حتى في حال ارتكبوا ذلك، فإن المحكمة لا سلطة لها عليهم. الصحيفة أقرت بأن هذه المحاكمة ستسفر عن عدالة غير مثالية في أحسن الأحوال؛ ولكنها قد تقدم بعض الراحة للضحايا وعائلاتهم؛ والأهم من ذلك ربما أنها ستبعث بإشارة مؤداها أنه لا إفلات من العقاب لمرتكبي الجرائم الشنيعة. كما ترى الصحيفة أن أهم الأسئلة المحيطة بالمحاكمات هي ذات طبيعة أخلاقية وفلسفية. فمن جهة، يمكن طرح السؤال: هل يمكن أن تكون ثمة عدالة حقيقية عندما تعقد المحاكمات بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود على الجرائم المرتكبة؟ بالطبع، تقول الصحيفة، سيقول كثيرون إن المعرفة تحديداً بأنه لا هروب من العدالة هي التي تمنح القانون قوته وتأثيره الردعي. ولكن كثيرين يردون بالقول إن مثل هذه المحاكمات لا تعمل سوى على نكء الجروح القديمة والتهديد بنسف التقدم الذي تحقق على صعيد المصالحة الوطنية. حجة تعترف الصحيفة بأنها قوية ووجيهة، ولكنها لا تصدر عن الضحايا عادة، وإنما عن المتهمين، معتبرة أن تأخر تحقق العدالة أفضل من عدم تحققها أصلاً. إعداد: محمد وقيف