في صحراء "السماواة" جنوب العراق، يحفز هذا الراعي بعيره كي ينهض به، وإلى جواره شاب آخر يرقب قطيع الإبل التي يبدو أنها انتشرت في المكان بحثاً عن حشائش تلتقطها، لتقيم أودها، أو بقعة ماء تطفئ بها الظمأ، ومن ثم تواصل السير في هذه الصحراء الشاسعة. الإبل لا تزال ملمحاً عربياً أصيلاً لم تتزعزع مكانتها رغم الطفرات التقنية والاجتماعية، فمزاياها تكاد لا تحصى ومنافعها تجعل من يربيها أحرص ما يكون على رعايتها. فما لديها من صبر وجلد يعين الإنسان على وعثاء السفر ويسهل الانتقال في الصحاري، ويبعث الطمأنينة على أهل البادية. مشهد تراثي بامتياز، لكنه يعكس واقع منطقة عراقية لا تزال في حاجة إلى وسيلة انتقال يعُتمد عليها، وهذه الوسيلة تتيحها الآن ظهور الإبل.