قرأت يوم الجمعة الماضي مقال د. عبدالله العوضي، المعنون بـ" الاستقطاب الأيديولوجي... ضد التسامح". وأقول للكاتب: لا يوجد دعاة سلام عرب، الكل يدق طبول الحرب ضد الآخرين، فكل يرى أنه وحده يمتلك الصواب. وفي بلدي مصر يوجد مثل شعبي يقول: (كانت في جرة وخرجت لبره)... وهو مثل يعني أن الكبت في زمن ديكتاتوري يخلق كبتاً يخرج بعد الانفجار في كل الاتجاهات ودون عقل أو حساب كما أنه يتسم بالتعجل وعدم القدرة على حساب الزمن اللازم لتحقيق مطلب ما. كما أنه يُولِّد الحقد والغل والرغبة في الانتقام من الماضي حيث اجترار ألم الماضي يسيطر على العقول والقلوب ومن ثم يعميها، ويحتل كل مساحة فيها، ولا يترك أي مليميتر أوسنتيمتر للسماحة عند المقدرة. أحييك مرة أخرى وأدعو لتكوين : ( اتحاد دعاة السلام الإنساني في الشرق الأوسط ) ليضم كل من يهمه تحقيق السلام وخاصة في داخل البلدان العربية حيث أن العداء والحرب صارت منهم فيهم! واعتقد أن ذلك يريح الغرب من خطر المؤمنين بالوسائل العنيفة في تحقيق الأهداف لأن العنف سيكون موجهاً إلى صدور أبناء البلد الواحد من أخوتهم في الوطن الواحد! سمية عريشة- القاهرة