قيل عن حروب العصر الحديث إنها حروب إعلامية بالدرجة الأولى، سواء بهدف الاستحواذ على القلوب، أو للنيل من معنويات العدو وإضعاف مشروعيته... وهذا ما ينطبق على الحرب الدائرة في ليبيا بين كتائب القذافي وقوات الثوار المناوئين له. وفي سياق الحرب الإعلامية التي تخوضها الحكومة الموالية للقذافي، تم توزيع هذه الصورة التي التقطت خلال جولة نظمتها السلطات في العاصمة طرابلس، حيث تظهر امرأة ليبية وهي تمشي بجوار مبنى رسمي مدمر في أحد أحياء العاصمة. فمنذ انطلاق الحملة الجوية لحلف "الناتو" ضد كتائب القذافي، اعتادت حكومة القذافي على اتهام الحلف باستهداف المواقع المدنية، ونظمت عدة جولات لإعلاميين ودبلوماسيين أجانب إلى ما قالت إنه بيوت دمرتها عمليات الحلف على رؤوس من فيها. لكن الحلف نفى تلك الاتهامات جملة وتفصيلا، وقال إن ضرباته كانت دقيقةً وموجهةً ضد مواقع عسكرية ومراكز للاتصال والاستخبارات والقيادة. فيما يضيف الثوار أن صور القتلى والمصابين التي اعتاد القذافي عرضها في الإعلام، تعود لضحاياه في الزاوية ومصراتة، وفي طرابلس أيضاً. ويبقى المغزى الرئيسي لذلك الجدل الإعلامي هو أهمية الصورة وما تحمله من رسالة قد ترجح في خطورتها أطناناً من الكلام، التحليلي أو الدعائي، لذلك لم يكن صدفة أن يتم إظهار امرأة عربية ليبية بحجابها المحتشم، تسير إلى جانب الركام المتبقي من آثار القصف!