هنا في مدينة الخليل الفلسطينية تعد صناعة الفخار جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي العريق للمدينة، وقد توارثت أجيال من العمال المهرة تقاليد وفنيات هذه الصناعة، التي يمتد تاريخها هنا لأكثر من 2000 سنة. وفي الصورة نرى حتى الأطفال والشبان اليافعين وهم يتعلمون الخطوات والأصول المهنية الأساسية لمهنتهم المستقبلية، التي يأملون ألا تختفي بسبب ما يتعرض له أهالي الخليل بصفة عامة من ظروف صعبة بفعل تضييق الاحتلال على مختلف أصحاب المهن والصنائع في المدينة، وفي غيرها من المدن الفلسطينية الأخرى. يذكر أن التصعيد الذي عرفته ممارسات الاحتلال ضد أهالي الضفة الغربية خلال السنتين الماضيتين قد ترك بصماته السلبية على صناعة الفخار التي تشتهر بها الخليل، ولذلك تقلص الإنتاج في هذا المعمل بواقع ثلثي طاقته الإنتاجية. ومفهومٌ أن لذلك تأثيره السلبي على دخل "المعلم" والعمال والصبيان المتعلمين الذين كانوا يعتمدون جميعاً على مبيعات المعمل كمصدر رزق وحيد، فأدى عنف جيش الاحتلال واتباعه سياسة الأرض المحروقة، وتجفيف منابع الرزق، إلى حرمانهم من هذا المورد، لتستطيل المعاناة، وتتطاول اليوميات الصعبة، داخل المعمل، وخارجه في عموم المدينة أيضاً.