في مقاله المنشور هنا تحت عنوان "الثورة المصرية... مطالب متكاملة"، أثنى الدكتور عمار علي حسن ثناءً وافراً على ثورة 25 يناير ناعتاً إياها بنعوت الإجلال والتعظيم، ونحن قد لا نختلف معه على أهميتها كحدث تغييري قد يكون ذا تأثير كبير فيما يليه من تاريخ البلاد، لكن أيضاً من غير الإنصاف التقليل من شأن الذين لم يشاركوا في الثورة مباشرة، ولم يكتسبوا شرعية من ميادينها وجموع اعتصاماتها، فهؤلاء أيضاً جزء من الشعب المصري الذي جاءت الثورة لتمكينه من إحقاق كلمته وإسماع صوته. أما المطالب المتكاملة التي يتحدث عنها الكاتب، فقد ذهب بها بعض الشباب في الأيام الأخيرة إلى مديات لا تخلو من مبالغة وشطط ظاهرين، خاصة حين يصل الأمر إلى المطالبة بتغيير كل شيء دفعة واحدة ودون مقدمات. فما من ثورة في تاريخ العالم كله استطاعت ذلك أو طالبت به أصلاً كما يفعل بعض الشباب حالياً في ميدان التحرير، وحيث ارتفعت أصوات العقلاء تطالبهم بإعطاء فرصة للحكومة الحالية كي تعيد الحياة اليومية إلى مجاريها الطبيعية أولاً، ومن ثم الانطلاق في الترتيبات الكبرى ووفق أجندة مواعيد محددة ومتفق عليها من الجميع. عثمان عبده -السعودية