كان الدكتور أحمد يوسف محقاً في مقاله الأخير، "السودان: تداعيات استقلال الجنوب"، حين دعا الدول العربية إلى التواصل مع دولة الجنوب الجديدة واحتضانها ومد يد العون لها وقبولها عضواً في الجامعة العربية، أو على الأقل عضواً مراقباً، وتشجيع الاستثمارات العربية على التوجه للمساهمة في بنائها وإعمارها. وهو رأي سديد وسيحوّل من أوشك خلال الأعوام الأخيرة أن يصبح "عدواً" إلى "ولي حميم"، ذلك أن الجنوبيين ما فتئت تساورهم الشكوك في الموقف العربي إزاء حروبهم الطويلة ضد الشمال، إذ يعتقد بعضهم تحت دعايات "إعلام الزنوجية" في بعض العواصم الإفريقية، وبعض الهيئات الأنجليكانية الساعية إلى ضرب التضامن العربي الإفريقي، أن العرب جميعاً ظلوا يقفون وقفة رجل واحد مع الحكومة السودانية ومع الشمال العربي المسلم خلال مراحل الحرب الأهلية بجميع فصولها! بينما الواقع أن بعض الدول العربية دعمت التمرد الجنوبي السابق أكثر مما دعمت حكومة الخرطوم في أغلب الأوقات. لذلك أقول مع الكاتب إن موقفاً ودياً من جانب العرب اتجاه دولة الجنوب في هذه المرحلة المبكرة من قيامها، سيساهم في كسبها كدولة جوار صديقة وحليفة للعرب في جميع المواقف والقضايا. جمال حسن -القاهرة