رغم بعض التعقيد الذي يستعصي على غير المتخصص، والذي شاب مواضع منه، فقد أعجبني مقال محمد عارف المنشور هنا يوم الخميس الماضي تحت عنوان "الغرب معروض للبيع... فمن يشتري؟"، ذلك أني فهمت منه، وللمرة الأولى، ما معنى أن تكون دولةً ما مفلسةً. فنحن جميعاً نعلم أن شركة أو مؤسسة أو مشروعا تجارياً ما قد يتعرض للإفلاس، فيقرر مجلس إدارته، أو المساهمون فيه أو السلطة العامة، إغلاقه وتصفية أصوله المنقولة وغير المنقولة... لكن كيف يمكن إغلاق دولة وتصفية أصولها؟ فهمت ذلك فقط حين قرأت ما ذكره الكاتب من أن أزمة الديون الحالية أخذت تضطر اليونان لبيع ممتلكاتها العامة قصد تدبير 50 مليار يورو، بما في ذلك بعض الجزر والموانئ والمطارات الرئيسية، وكذلك مصلحة البريد وخدمات الماء والكهرباء والغاز. وهذا تقريباً ما تفعله إيرلند كذلك، ولأسباب مشابهة، حيث بدأت تعرض مطاراتها الدولية وموانئها الرئيسية للبيع، وكذلك محطات الطاقة وخطوط النقل الجوية والغابات. كما بدأت تفعل الشيء ذاته تقريباً كل من إسبانيا والبرتغال. إنها بالفعل دول "مفلسة" ومعروضة للبيع، فمن يشتري؟ باسل عبدالله -الأردن