بعد أشهر عديدة من العمل المجهد المتواصل جاء يوم الحصاد، هنا في قرية أبو فلاح شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية، وها هي هذه المرأة الفلسطينية وقد أوصلت دورة النشاط الزراعي إلى الذروة، لتحصد أخيراً ما يساعد في توفير احتياجات أفراد عائلتها من الحبوب. وحتى لو لم يكن الحصاد كافيّاً تماماً لتغطية كل تلك الاحتياجات، إلا أنه يسد، على كل حال، بعض بنود الصرف المرهقة لميزانية العائلة، خاصة في ضوء الارتفاع الملحوظ المسجل هذه السنة في أسعار الحبوب والسلع الغذائية، بصفة عامة، في السوق الدولية. يذكر أن الفلاحين الفلسطينيين يعانون الأمرَّين في حياتهم المهنية بسبب عراقيل الاحتلال الإسرائيلي الكثيرة، التي لا تقف عند حدود الاستيلاء على أراضيهم، أو التهام جزء منها وراء خطوط جدار الفصل العنصري، بل تمتد أيضاً إلى تقطيع أوصال أراضيهم وقراهم بالطرق الالتفافية والتمدد الاستيطاني، وكذلك بالتضييق وسد المنافذ أمام تصريف منتجاتهم في السوق. ومع ذلك فالفلاحون الفلسطينيون باقون على صدر الاحتلال، ضاربين أقوى الأمثلة على التشبث بالأرض، والتعلق بأهداب الحياة الحرة الكريمة، فوق أرض فلسطين الحانية، وتحت سمائها القريبة الدانية.