أعتقد أن ويليام رو كان محقاً في مقاله الأخير، "سياسة أوباما الشرق أوسطية: ضعف أم براجماتية؟"، والذي علل فيه مظاهر التردد الذي طبع مواقف واشنطن إزاء حركات التغيير القائمة في بعض الدول العربية، وهي مواقف كثيراً ما وصفها خصوم الإدارة الأميركية الحالية بالضعف وفقدان الرؤية والاتجاه. والحقيقة المهمة، كما أوضحها الكاتب، أن إدارة أوباما لم تتعامل مع جميع الحالات الاحتجاجية العربية بمقياس واحد أو وفق نفس القاعدة، بل تعاطت مع كل حالة في ذاتها، وهذا منهج صائب ولا غبار على صوابيته منطقياً وعملياً. أما الإطار العام لذلك التباين في المواقف إزاء كل حالة، فهو التأني في إطلاق المواقف وتحاشي ما هو حدي منها، حرصاً على هيبة الولايات المتحدة وصدقية مواقفها الدولية. وهنا يلاحظ الكاتب حسنتين في هذا التعاطي من جانب الإدارة الحالية؛ الأولى كونها أظهرت اهتماماً واضحا بالاستماع للأصدقاء، كما فضلت المعالجات الدبلوماسية على ما سواها، أما الثانية فهي إدراكها حدود القوة العسكرية والتواضع في تقدير ما يمكن للولايات المتحدة تحقيقه من خلال استخدام أدوات الضغط الخشن في مجال العلاقات الدولية. سالم عيد -أبوظبي