في مقاله الأخير، وعنوانه "حركات التغيير: تجاذبات وارتدادات"، قدّم الدكتور رضوان السيد جرداً شاملاً لحصيلة الحراك الاحتجاجي القائم في بعض الدول العربية حالياً، سواء تلك التي تم فيها تغيير نظام الحكم السياسي بالفعل، مثل تونس ومصر، أو تلك التي ما يزال نظامها يصارع خصومه ويناور باستماتة قوية دون القيام بإحداث التغيير الإصلاحي المطلوب، والذي ربما لا يكون قد بقي وقت لتحقيقه على يدي النظام القائم، مثلما هو في حالات كل من ليبيا وسوريا واليمن. لكن حتى في تونس ومصر، حيث نجحت الثورة في خلع رئيسي البلدين، فالأمور هناك تبدو مخيبة الآن للذين علقوا آمالا على ما بعد رحيل النظام، حيث تعاني الحالة الأمنية من بعض مظاهر الفلتان الملحوظ، وحيث تتزايد الشكوى من تردٍ في الوضع الاقتصادي عامة، علاوة على الشكوك المتزايدة حول مصير الإصلاح السياسي ذاته، والذي مثل الباعث والهدف معاً وراء كل ما تم بذله من جهود وتضحيات كبيرة. فقد بدأت الانقسامات تشق أطراف الثورة، وأخذ الوضع يتجه نحو سيولة وضياع مقلقين للغاية. خميس إبراهيم -المغرب