أعتقد أن الدكتور عبدالله خليفة الشايجي لم يبالغ كثيراً في مقاله الأخير حين تحدث عن "تسونامي التغيير العربي"، وإن كان ثمة فارق لم يؤكد عليه الكاتب وهو أن موجات المد البحر العاتي (تسونامي) غالباً ما تحدث فجأة ودون مقدمات، بينما نعلم أن لموجة التغيير العربية الحالية مقدمات سبقتها وأعطت للمحللين إشارات متواترة على حدوث تغيير منتظر منذ عدة أعوام. هذا خاصة إذا ما وضعنا الانفجارات المتفاوتة في كل من الصومال والعراق والسودان وفلسطين، داخل السياق ذاته. ومع ذلك فإن الذي حدث ويحدث في بلدان أخرى، مثل تونس ومصر وليبيا وسوريا، بشكل خاص، لم يكن ليتوقع أحدٌ حدوثه في العام الجاري ولا في العام الذي تلاه. إنه فعلا تسونامي فاق قدرة جميع مصالح الأرصاد على التنبؤ بقدومه أو حتى إمكانية حدوثه قريباً، وما ذلك إلا لأن الضغط كان أقوى مما يظهر على السطح، ولأن بعض الشعوب وصلت إلى نقطة نفاد الصبر دون أن تلحظ أنظمتها ذلك، ومن ثم حدث الذي لا مفر منه، أي التغيير المفاجئ، غير المنهجي وغير المنضبط بأي قواعد... بما في ذلك من خسائر مؤكدة ومجازفات غير محسوبة العواقب! جمال عبده -الشارقة