يعتبر تمثال الحرية أحد أكثر الأعمال الفنية شهرة على صعيد العالم، كما أنه أيضاً من أكثرها غزارة ظلال وإسقاطات سياسية، حيث أهدته فرنسا أصلاً للولايات المتحدة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، عربوناً لصداقة وتحالف كانت تسعى لنسج خيوطهما مع القوة العظمى الأميركية التي كانت حينها في طور الصعود. ومنذ ذلك التاريخ يقف تمثال الحرية شامخاً في موقعه المطل على خليج نيويورك، ليكون في استقبال كل زائري بلاد "العم سام"، حتى تحول مع مرور الوقت إلى رمز من رموزها، وإيقونة من إيقوناتها. ولكن بعيداً عن خليج نيويورك، هنا في العاصمة الصينية بكين، التي يتقن صناعها عادة تقليد أي شيء قد يخطر على البال، يشمخ أيضاً هذا النموذج المقلد من تمثال الحرية، ولكن مع فوارق صغيرة، ربما تستحق الانتباه. فنصب الحرية المقلد هذا أصغر حجماً بكثير، كما أن بطنه منتفخة بشكل ملفت، وهذا ما استرعى انتباه الرجل الصيني الذي يقف متحيراً من معنى هذا الانتفاخ، متسائلاً عما إن كانت ثمة دلالة ما وراء كل هذا الاختلاف بين الأصل والنموذج المقلد، أم أن المعنى في جوف الفنان، بكل بساطة؟!