لا يزال التعليم مسألة مهمة، خاصة أن ثمة شكاوى تتكرر منذ سنوات طويلة، ويُفترض أن يتم حلها، لأن الأمر يتعلق بقضية مفصلية كالتعليم. من الضروري جداً الحرص على تفعيل أهداف التعليم خاصة على المدى الطويل...فهذه الأهداف تتعلق بصيانة الرسالة التربوية، وحمايتها. كما أن المؤسسات التربوية ترتبط بمخرجات تتمثل في الطلاب الذين يحلمون بمستقبل واعد، والتي رأينا الأسبوع الماضي أحلامهم مرتبطة بنسبتهم المئوية العالية والمتشوقة دائماً لتحقيق طموحات كبيرة، هذا يطرح تساؤلاً مؤداه: إلى أي مدى أخذنا في اعتبار هذه الطموحات والإمكانات؟ ورغم هذه الوفرة في الجامعات والمدارس، فإننا لانزال نشكو من بعض مشكلات تتعلق بالتحصيل، ومعضلات أخرى في نوعية وجودة التعليم. وأزعم أن السبب الذي يقف خلف هذا التلكؤ في تحقيق فجر ملموس هو عدم الاستفادة بالقدر الكافي من أصحاب الخبرات في هذا المجال. فمازلنا نتحدث عن الخبراء الأجانب داخل المؤسسات التربوية، ومازلنا نتساءل عن رؤية 2020 التي تتعلق بالمستوى التعليمي في مدارس الدولة. على صعيد آخر، صار التعليم عبئاً مادياً ومعنوياً لدى البعض، فأينما يوجد تعليم نوعي سيذهب ولي الأمر خلفه كي يستفيد أبناؤه، ولكن في المقابل، سيدفع مبالغ باهظة كرسوم، وسيدفع ثمناً ليس مادياً فقط، لأن هذه المدارس قد لا تكون معينة بثقافة المجتمع، أو أنها قد لا تكون مهتمة أو حريصة على الفكر الاجتماعي الذي يحرص الأهل على غرسه في أولادهم. الحقيقة أن رؤية النسب المئوية التي حصل عليها أوائل الثانوية، جعلت الكثير من الهموم تطفو على سطح الواقع. وطرحت تساؤلاً مؤداه: إلى أي مدى هم حريصون على أن يبقى التفوق لدى هؤلاء مستمراً، وأن يظل جزءاً أساسياً في مسيرة حياتهم التي سيجني المجتمع ثماره مع تقادم خبراتهم وصقلها في الحياة العملية. فلا الجامعات الخاصة ستطفئ الحرص على التعليم، ولا الجامعات الحكومية صار بإمكانها أن تحتضن بمفردها هذا الوهج القادم المفعم بالطموح. وحتى بعض الجامعات، التي كانت منارة للعلم وأروقتها تضج بالمدارس الفكرية، صار يُشك في مستوى أداء المعلمين بها، فالدافعية التعليمية، بالنسبة للبعض صارت مجرد وظيفة ينتظر منها الراتب لا أكثر من ذلك، وهذا لا يقتصر على الأجانب، بل حتى العرب للأسف الشديد! أين المفر؟ لا مناص من حصر المشكلة ودراستها واستشارة رواد التعليم وأهله الذين جابوا الميدان، وبالتالي يمكن وضع خطه متكاملة لكيفية النهوض بالتعليم سواء الحكومي أو الخاص. وفي نهاية المطاف، هي مسألة إرادة واهتمام صادقين يعكسان أهمية خطط التنمية التعليمية، التي ستنعكس حتماً على كل مفاصل المجتمع. فحب الوطن ليس شعارات واحتفالات إنه فعل ملموس، لإرادة صادقة تصب أولاً وأخيراً في مصلحة الوطن، والوطن فقط.