لم يصب هذا الحصان المسمى "تشارلي" خلال معركة أو مواجهة وإنما أصيب في الحريق الجامح الذي اجتاح منطقة بلوميناس بولاية أريزونا الأميركية، حيث تعرض لحروق قوية في حوافره وخطمه وعينيه وبطنه. وبعد انقشاع دخان ولهيب الحريق حضر ناشطو جمعية تعنى بحماية الخيول لتقديم الإسعافات والعلاج لـ"تشارلي" حيث نرى هنا اثنين من نشطاء تلك الجمعية وهما منهمكان في غسل جلد الحصان وتضميد جروحه البليغة. يذكر أن هذا الحريق الجارف الذي أتى على عدد كبير من الخيول التهم أيضاً المراعي البرية في المنطقة حيث أتى على 27 ألف فدان، ودمر 62 منزلاً، وترك عدداً من المتاجر أثراً بعد عين. والمشكلة الأكبر أن هذه النيران غير الصديقة للبيئة، ولا للإنسان، أو الحيوان، تضيف هي أيضاً تحديّاً آخر أمام كافة أشكال الحياة في هذه الولاية التي تعاني أصلاً من الجفاف واتساع المساحات الصحراوية، كما تنال بانتظام نصيبها من تداعيات الاحتباس الحراري وتغير المناخ. فأين المفر؟... الجواب يختصره مشهد "تشارلي" المحترق، وعينه المغمضة، ربما بانتظار حلم في حياة فطرية آمنة أصبحت بعيدة المنال.