لعل المصطلح الأميركي، "بناء الأمم" الذي ارتبط بمرحلة بوش الابن، هو أحد أكثر المفاهيم التي تعرضت في الآونة الأخيرة لنقد جذري من بعض المفكرين السياسيين وكتاب الاستراتيجيات الأميركيين الذين رؤوا في تجربة "البناء" التي خاضتها بلادهم في أفغانستان، على مدى عشر سنوات كاملة، نموذجاً غير مشجع إطلاقاً على المضي في تلك الاستراتيجية التي رامت المواءمة بين الفعلين العسكري والاقتصادي في صيغة لا قرائن على نجاحها حتى الآن، لا في أفغانستان ولا في العراق. لكني أتفق مع ماكس بوت حين يقول في مقاله الأخير إن "بناء الأمم... مصلحة أميركية"، ولن أقدّم هنا غير مثال أفغانستان ذاتها، وأقول إنه رغم الحصيلة غير المرضية لهذه السياسة حتى الآن، فإنه ينبغي تقييمها على نحو آخر: ماذا كان يمكن أن يكون عليه الوضع في أفغانستان حالياً لولا جهود استراتيجية بناء الأمم التي عملت عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها من أعضاء المجتمع الدولي هناك؟ حقاً، كما قال بوت، إن كثيراً من تحديات الأمن القومي الأميركي والعالمي لا تمكن معالجتها بنجاح دون الانخراط في بناء الأمم. إبراهيم محمد -أبوظبي