في مقاله الأخير، "تبسيط النحو العربي"، اشتكى أحمد أميري مما قال إنه تعقيد لا لزوم له في النحو العربي، معتبراً أنه أصعب نحو في لغات اليوم، فاستشهد في ذلك بآراء معروفة لعالم الاجتماع العراقي علي الوردي، كان قد هاجم فيها النحو والنحاة واعتبر أن جهدهم عقيم وغير ذي فائدة. لكني أشير هنا إلى نقطتين في غاية الأهمية، أولاهما أن النحو العربي، خلافاً للنحو في جميع اللغات الأخرى، ذو بناء منطقي يجعله أسهل نحو على الإطلاق، ويمكن تلخيصه في عدد قليل من القواعد السهلة والميسورة للجميع. أما النقطة الثانية فهي أنه لا يمكن فهم أي تعبير في اللغة العربية ما لم نمتلك معرفة نحوية في الحد الأدنى، أي معرفة بالفعل والفاعل والمفعول به والمبتدأ والخبر والنعت والحال. وفوق هذا وذاك فإن النحو أحد المفاتيح الضرورية لفهم القرآن الكريم، كتاب الله الخالد إلى يوم الدين.