قرأت مقال محمد عارف حول "فضيحة صندوق النقد الدولي"، وقد أدهشني إعجاباً بقدرما أثار حيرتي استغراباً، ففي هذا المقال يكشف الكاتب معلومات مهمة وخطيرة بعضها مصدره تحقيقات صحفية رصينة وبعضها يعود إلى الرئاسة الروسية، وخلاصتها المشتركة أن اعتقال "ستراوس"، المدير العام لصندوق النقد الدولي في فضيحة جنسية الشهر الماضي، مما اضطره للاستقالة من منصبه، هي عملية مدبرة من جانب الولايات المتحدة التي لم تشأ أن يفضح ستراوس واحداً من أهم أسرار اقتصادها، وهي ذلك المتعلق بالعدد الحقيقي لاحتياطييها من سبائك الذهب، والذي يمثل الضمانة الأصلية لما تطبعه من أوراق عملتها (الدولار). ولاشك أن ذلك ستكون له تداعياته الخطيرة على المكانة الدولية لعملة الولايات المتحدة ولاقتصادها أيضاً، أقله أنه سيضطرها لإيقاف تمويل جهازها العسكري الضخم عبر الديون التي لا يوجد ضمان كافٍ لتغطيتها من الذهب. ومن التساؤلات التي أثارها لدي المقال: هل الدولار يكتسب قيمته من تلك السبائك الذهبية فقط أم من أداء الاقتصاد الأميركي نفسه كأكبر اقتصاد في العالم؟ وهل ستراوس وحده من اطلع على الأرقام الحقيقية لذلك الاحتياطي؟ وهل تكفي إذاعة "سر" من هذا النوع لدفع الولايات المتحدة إلى تغيير سياساتها الدفاعية والاستراتيجية؟ إبراهيم السيد -الشارقة