لاشك أن ذلك التحليل العميق الوارد في مقال: "صيف الغضب في لبنان" الذي كتبه هنا د. أحمد يوسف أحمد قد وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بكافة تعقيدات المشهد اللبناني الراهن، بكل ما يعتمل فيه من تجاذبات وصراعات معلنة أو كامنة. ولاشك أن منشأ مشكلة لبنان المزمنة هو محاولات مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين إدارة صراعات وكالة فيما بينهم على الحلبة اللبنانية، وهي صراعات لم يخرج منها لبنان واللبنانيون إلا بمعادلات صفرية أو حتى صافي خسائر محض. واليوم، في ضوء التحولات العربية الأخيرة، ينبغي أن يضع الفرقاء اللبنانيون في اعتبارهم أيضاً أن ربيع لبنان ممكن، وأن في بلاد الأرز شعباً يريد أن يحيا على أرضه في أمان واستقرار، بعيداً عن صراعات الوكالة أو الأصالة أو غيرها. ولذا فالأمل أن يتوافق ساستنا على تجنيب الوطن والشعب كافة انعكاسات التنافر السياسي فيما بينهم، وأن يجعلوا مستقبل لبنان أولاً، ومصلحته فوق كل اعتبار. علي عبد الكريم - بيروت