تحرص الدولة على تشجيع المتفوّقين انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن رعاية هؤلاء وتوفير الظروف كافة التي تساعدهم على مواصلة هذا التفوق وتنميته يشكّلان استثماراً في المستقبل، لأن هؤلاء المتفوّقين في تخصصاتهم المختلفة سيشكّلون القاعدة الأساسية لبناء مجتمع أكثر عطاءً وتطوراً في المستقبل، وهذا ما حرص على تأكيده سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، نائب رئيس "مجلس أبوظبي للتعليم"، مؤخراً، خلال الاحتفال الذي رعاه سموه في "قصر الإمارات" لتكريم أوائل الصف "الثاني عشر"، وأوائل ثانوية "التكنولوجيا التطبيقية"، والمتميّزين من ذوي الإعاقات، فقد أشار سموه إلى "أن تكريم الطلبة المتفوّقين تكريس لقيم التفوق والتميز، وتحفيز للأبناء، بجعل جودة الأداء أساساً لكل عمل، وهدفاً لكل نشاط". هذا التكريم يأتي انسجاماً مع السياسة العامة للدولة وجوهر الاستراتيجية العامة لـ"مجلس أبوظبي للتعليم"، الذي جعل على رأس أولوياته رعاية المتفوّقين من الطلاب وتشجيعهم والاهتمام بهم منذ المراحل الدراسية الأولى حتى تخرجهم في الجامعات والمعاهد العليا، باعتبارهم ثروة وطنية -وأن رعايتهم واجب وطني، وباعتبار أن مستقبل هذا الوطن مرتبط بهم أكثر من سواهم. إن حرص الدولة على تكريم الطلاب المتفوقين من أوائل الصف "الثاني عشر" كل عام ينطوي على العديد من الدلالات المهمة: أولاها، تقدير قيم التميز والتفوق والإنجاز لتصير ثقافة عامة لدى طلابنا في مختلف مراحل العملية التعليمية، فهذه المناسبة السنوية لتكريم طلابنا المتفوقين، معنويّاً وماديّاً، تعتبر خير دافع للطلاب الجدد لمواصلة تفوّقهم، وهذا يتضح بجلاء من تزايد أعداد المتفوقين سنويّاً، فهذا لاشك يعتبر إحدى ثمار الاهتمام المتزايد بالطلاب المتفوقين ورعايتهم، لأن ما يلقاه هؤلاء من تقدير ورعاية يحفّز الطلاب الآخرين على بذل مزيد من الجهد والتحصيل الدراسي وتحقيق التفوق. ثانيتها، أن تكريم المتفوقين ورعايتهم يلبّيان مطلباً تربويّاً وتعليميّاً ونفسيّاً واجتماعيّاً وأُسريّاً مهمّاً لدى الطلاب، كونه يتفق مع توصيات خبراء التربية بشأن ضرورة اكتشاف المواهب والمتفوّقين دراسيّاً في سن باكرة حتى يمكن توجيهها إلى المجالات التي تتميّز فيها، من أجل تعميق الاستفادة منها مستقبلاً في تنمية المجتمع وتطوّره. ثالثتها، أن تكريم المتفوقين وحثّهم على الحفاظ على تميّزهم في المراحل التالية يستجيبان لمتطلبات المرحلة المهمة التي تشهد فيها الدولة تطوّرات وتحوّلات جذرية في ميادين الحياة كافة، ورهانها الأول في ذلك بالأساس على موارد بشرية نوعيّة تقود هذا التحوّل، وهؤلاء الطلاب المتفوّقون هم القاعدة الرئيسية لهذه الموارد البشرية، كلّ في مجال تخصصه، بحيث يكونون قادرين على العمل بروح التفوق والتميز نفسها في المؤسسات التي سيلتحقون بها فور الانتهاء من دراساتهم الجامعية. إن تجارب التنمية والتقدم تشير جميعها إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تنهض في غياب الإنسان القادر على النهوض بأعباء التنمية ومسؤولياتها، ولا يمكن لها أن تحافظ على نهضتها وتضيف إليها مكتسبات نوعية جديدة من دون رعاية المتفوّقين والمتميزين والموهوبين، وهذا ما تدركه قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات، التي لا تألو جهداً في الاهتمام بالمتفوّقين ورعايتهم وتوفير البيئة المناسبة لهم لإطلاق طاقاتهم، وتنمية إبداعاتهم في مختلف مواقع العمل والإنتاج. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية