التسامح الموجود لدى المسلمين في بيت المقدس منذ أن فتح الخليفة العادل عمر بن الخطاب القدس ونشر العدل والتسامح بين أهلها الذين ما زالوا على عهدهم لخليفة رسول الله منذ العهدة العمرية من التسامح والوفاء بالوعد حتى يومنا هذا، أي أنه موجود قبل أن ينشأ الكيان الغاصب لأرض فلسطين المقدسة بمساعدة حلفائهم المستبدين. الشاهد على هذا الوجود الأزلي، هو ما في القدس من معالم دينية وتاريخية شاهدة على أصالة وعراقة أهل هذه البلاد وانتمائهم الإسلامي الحضاري الذي تحاول دولة الكيان الغاصب أن تطمس معالمه وتزيل وجوده بجرافاتها ومعاولها وتزويرها للحقائق وتشويهها بمعالم لا تمت إلى هذه المنطقة بأي صلة، فتارة تزيل أحياء بكاملها مثل حارة المغاربة، وتارة قبور أهل البلد الذي لم يسلم حتى الأموات من أذاهم وعبثهم، ويحاولون تحويل هذه الأماكن إلى أماكن جديدة حتى تمحي آثار أهل هذا البلد من الصفة الأصلية لها فيحولونها تارة إلى حدائق، وتارة إلى متاحف، وكأنهم على هذا الحد من التقدم، وكان آخرها ما يسمى متحف التسامح، الذي تريد تشييده مكان مقبرة "مأمن الله" في القدس، حيث رفات أهل القدس وشهدائها. والحقيقة أن هذا يتم تحت سمع وبصر الأمة الإسلامية التي لا تحرك ساكناً أمام هذه الهجمة الصهيونية على مساجد ومقابر ومقامات المسلمين في بيت المقدس. هذه حقيقة الكيان الغاصب، ولكن مهما حاولت إسرائيل أن تزور، فإن الأصل موجود في قلوب المسلمين جميعاً إضافة إلى نسخ كل هذه الأماكن محفوظة لدى السلطات التركية. هاني سعيد- أبوظبي