الخراب الذي يصيب أنابيب شبكات نقل المياه، يمثل مشكلة للجهات القائمة على إدارتها وصيانتها من الأعطال في كل مكان، لكنه نعمة بالنسبة لبعض السكان في الهند ممن لا يستفيدون من مياه الشبكات التي تمر قرب مناطقهم دون أن ينالوا منها قطرة تطفئ عطش الظمآن. وفي ولاية "اوتار براديتش" بوسط الشمال الشرقي الهندي، يعاني قطاع سكاني كبير من نقص المياه الصالحة للشرب. ورغم كثرة الأنهار والمستنقعات في هذه الولاية، فإن نظام المعالجة وشبكات التزود بالمياه، تعاني مشاكل كثيرة، كما تقصر عن الوصول إلى مناطق وأحياء عديدة، لاسيما في مدينة "نويدا"، حيث التقطت هذه الصورة لطفلين في أحد أحيائها وهما يجلسان على ماسورة مياه ممتدة فوق قناة مائية، ويملآن وعاءً بالماء المتسرب من الماسورة. إنها واحدة من الوسائل التي يلجأ إليها سكان الأحياء الفقيرة والضواحي غير المزودة بالمياه الصالحة للشرب، لذلك كثيراً ما يعمدون إلى إحداث خرق في القنوات المائية بغية الحصول على احتياجاتهم من هذه المادة التي لا غنى للحياة عنها. وفضلا عن الفاقد المائي الذي يترتب على ذلك الفعل غير القانوني، فإن الفاعلين كثيراً ما يقومون بخرق الأنابيب في مقاطع سابقة لمحطات المعالجة الأخيرة، ومن ثم يستخدمون -عن علم أو جهل- مياهاً غير معالجة وبالتالي ليست صالحة للشرب. وما ذلك إلا عرض لأمراض متضافرة، كالفقر والأمية ونقص الخدمات وضعف التخطيط... وربما شيء من الفساد الحكومي أيضاً! إنه التحالف الذي يجعل سكان "نويدا" ممن ينطبق عليهم المثل: "وجاور الماء تعطش"!